أكدت مصادر سعودية ان تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية وتصاعد العدوان الاسرائيلي في ظل التأييد الاميركي الواضح، جعلت ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أكثر حرصاً على زيارته المنتظرة للولايات المتحدة، والاجتماع مع الرئيس جورج بوش المقرر في 25 نيسان ابريل الجاري. وذكرت المصادر ان الأمير عبدالله سيقوم قبل زيارته الولاياتالمتحدة بجولة على اسبانيا وهولندا وبلجيكا وكندا. وأوضحت ل"الحياة" انه اذا كان الهدف الرئيسي لزيارة ولي العهد السعودي اميركا التفاهم مع بوش وادارته على سبل ترجمة المبادرة السعودية للسلام في المنطقة، والتي أصبحت مبادرة عربية، الى خطوات عملية قابلة للتنفيذ وليس الاكتفاء بتأييدها، بالإضافة الى بحث مشاكل العلاقات الثنائية التي ظهرت بعد أحداث 11 ايلول سبتمبر، فإن تفاقم خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وعدم اكتراث رئىس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بكل الضغوط الدولية لوقف عدوانه على الفلسطينيين وفك حصاره للرئيس ياسر عرفات وسحب قواته من المدن الفلسطينية، وظهور الموقف الاميركي المنحاز الى حكومة شارون واضحاً خلال خطاب بوش... كل ذلك جعل ولي العهد السعودي اكثر اقتناعاً بأهمية لقائه الرئيس الاميركي وأركان ادارته، كي يضعه في الصورة الحقيقية للأوضاع في الأراضي الفلسطينية وفي المنطقة، لأن الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على اسرائيل وشارون، وبالتالي فإن الحاجة ملحة لاقناع واشنطن بتحمل مسؤوليتها. وعبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن موقف المملكة في حديث صحافي نشر الأربعاء الماضي، قال فيه: "الحاجة ملحة للولايات المتحدة لتحقيق السلام لأنها تؤيد اسرائيل بكل وسيلة، اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، لذلك تعد البلد الوحيد الذي يملك النفوذ على اسرائيل". وكشفت المصادر السعودية ان الأمير عبدالله كان يود لو يقوم بزيارته الولاياتالمتحدة هذه الأيام، لكنه لن يتمكن من لقاء بوش قبل 25 الشهر الجاري بسبب التحضيرات الجارية للزيارة. ولاحظت مصادر ديبلوماسية سعودية ان الأمير عبدالله حرص على ان يستبق زيارته واشنطن بجولة أوروبية لتشمل اسبانيا وهولندا وبلجيكا، ورأت ان هذه الزيارات مهمة جداً في اطار ضمان التأييد الأوروبي لمهمة ولي العهد السعودي في واشنطن، والتي سيكون هدفها الرئيسي اقناع الولاياتالمتحدة بالتدخل الحاسم والضاغط لوقف التدهور في المنطقة، الناجم عن سياسة حكومة شارون. وشددت المصادر على أهمية الموقف الأوروبي من سياسة الولاياتالمتحدة، مشيرة الى ان هذا الموقف بالإضافة الى الاتصالات العربية مع الرئيس بوش هي التي جعلته يستعجل قرار ارسال وزير خارجيته كولن باول الى الشرق الأوسط. وتابعت المصادر ان المطلوب الآن هو اقناع بوش بأن يكون التحرك الاميركي الجديد ايجابياً وليس منحازاً للموقف الاسرائيلي.