قالت مصادر سياسية مصرية ل"الحياة" إن القاهرة باشرت عدداً من الاتصالات مع العواصم العربية للتفاهم مع قادتها حول جدول اعمال زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لواشنطن مطلع الشهر المقبل. وأشارت إلى اتصالات هاتفية بين مبارك وعدد من الزعماء العرب خلال الأيام القليلة الماضية للغرض نفسه. وأوضحت أن مبارك سيشرح الوضع في المنطقة كاملاً من منظور عربي للرئيس الاميركي جورج بوش وكبار المسؤولين الذين سيلتقيهم في واشنطن. وكشفت أن مبارك يعتزم الحديث عن الاوضاع بوضوح وقوة لقناعة القاهرة بأن التدهور الحاصل في المنطقة والانتهاكات الإسرائيلية المفتوحة ستقود المنطقة إلى طريق مسدود يؤدي في النهاية إلى الفوضى التي تضر بمصالح الجميع بما في ذلك الولاياتالمتحدة. وأكدت أن القاهرة ستبلغ واشنطن ضرورة التدخل العاجل لفك الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لكي يتمكن من المشاركة في قمة بيروت في نهاية آذار مارس، وستبلغ الإدارة بضرورة التعاطي مع المبادرات التي تستهدف الحل وعلى رأسها ما طرحه ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والجهود الأوروبية والروسية في هذا الشأن لأن تجاهلها ضار بفرص الاستقرار في المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه مبارك من رئيس وزراء إسرائيل ارييل شارون أمس والذي أكد مبارك خلاله أهمية وقف أعمال الانتقام المتبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ووقف ما تقوم به إسرائيل من عمليات عسكرية ضد الشعب الفلسطيني. وكانت القاهرة أعلنت عن هذا الاتصال وقالت مصادر رسمية إن مبارك أوضح لشارون ضرورة إتاحة الفرصة لبدء عمل جاد والعودة إلى المسار الصحيح للحل السلمي الذي يقوم على الشرعية الدولية ويحقق السلام العادل ويحفظ الحقوق كاملة لكلا الطرفين وبما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. وذكر التلفزيون المصري الذي أذاع النبأ أن الاتصال تناول الأوضاع المتدهورة والخطيرة وتصاعد العمليات الانتقامية بين إسرائيل والفلسطينيين والاتصالات الجارية بين المسؤولين من الجانبين. كما تناول الاتصال الهاتفي وجهات النظر المطروحة حول اسلوب وضع حد للوضع المتدهور وكسر حلقة العدوان والعنف الانتقامي المتبادل والتحرك من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. وعلمت "الحياة" أن زيارة مبارك لواشنطن تبدأ في الثاني من آذار مارس المقبل، وأن قمته مع بوش في الرابع من الشهر ذاته. وكان وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أعلن أن مبارك سيناقش مع الإدارة الاميركية جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط ومواجهة الإرهاب في العالم بأسلوب يتفق مع مصالح مصر ورؤيتها للأمور، وقال إن واشنطن تحتاج إلى إيضاح خصوصاً من زعيم كبير في المنطقة، وأشار إلى أن جدول أعمال الزيارة مفتوح بما في ذلك مناقشة الملف العراقي واللقاء مع ممثلي الكونغرس والإعلام. وأوضح ماهر أن العلاقات الثنائية ستناقش خلال الزيارة من جهة التعاون الاقتصادي واتفاق منطقة التجارة الحرة بين البلدين وتحسين نفاذ المنتجات المصرية الى الاسواق الأميركية.