رد وزراء الخارجية العرب على اتهام الرئيس الأميركي جورج بوش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والفلسطينيين ب"الإرهاب" بتأكيد الثقة بالرئيس الفلسطيني، باعتباره "مناضلاً في سبيل استعادة الحقوق الوطنية والمشروعة للشعب الفلسطيني"، ودعم "المقاومة الباسلة المشروعة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي". وحيّوا انتفاضة الشعب الفلسطيني متهمين بعض الدول، بخاصة الولاياتالمتحدة بمعاملة إسرائيل بانحياز مما جعلها "تشعر وتتصرف كأنها فوق القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة". راجع ص 5 وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الدول العربية ستطلب فوراً عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن "لاستصدار القرار اللازم بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لحمل إسرائيل على التنفيذ الفوري والكامل لقرارات المجلس وآخرها القرار 1403" الذي يدعو الدولة العبرية الى سحب قواتها من المدن الفلسطينية. واعلن وزراء الخارجية العرب في بيان اصدروه عقب اجتماعهم في القاهرة امس وقوفهم "بكل قوة ضد كل المحاولات والمناورات التي تستهدف المس بوضع الرئيس ياسر عرفات وحصاره وتهديد حياته". وجاء هذا الموقف لطمأنة الفلسطينيين بعد ما بدا من خطاب جورج بوش من محاولة لاستبعاد الرئيس الفلسطيني من الاتصالات التي سيجريها وزير الاميركي كولن باول خلال زيارته المنطقة. وكان رئيس الوفد الفلسطيني الى اجتماع المجلس الوزاري للجامعة الدكتور نبيل شعث طالب العرب بعدم لقاء باول اذا رفض مقابلة عرفات، لكن عدداً من وزراء الخارجية اكدوا انهم سيجرون اتصالات بالوزير الاميركي لاقناعه بمقابلة الرئيس الفلسطيني الذي تحدث هاتفياً الى الوزراء واطلعهم على تفاصيل لقائه المبعوث الاميركي انتوني زيني، وما بدا من مؤامرة اميركية عليه. ولوحظ ان البيان الوزاري لم يتطرق الى التحرك الاميركي وجولة باول، على رغم ان هذا الموضوع حاز على جانب كبير من الجدل خلال اجتماع القاهرة. ورأت غالبية الوزراء ضرورة انتظار الوزير الاميركي ومعرفة خطة واشنطن لتنفيذ ما اعلنه بوش في خطابه الاخير لجهة انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية. واكد البيان اهمية تنفيذ ما اعلنه الرئيس الاميركي في خطابه، ولم يتخذ الوزراء اي قرار في شأن قطع العلاقات العربية مع اسرائيل، كما طالبت سورية، لكنهم اكدوا قرار قمة بيروت العربية "التوقف عن اقامة اي علاقات مع اسرائيل في ضوء انتكاسة عملية السلام وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لاسرائيل". وقرر الوزراء العرب "الاسراع في تقديم الدعم المالي الذي قررته قمة بيروت لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته، واتفق الوزراء على تقديم 330 مليون دولار فوراً الى السلطة الفلسطينية، بدلاً من تقسيطها بمعدل 55 مليون دولار شهرياً، وسيتم ذلك وفق قدرات كل دولة. وجدد الوزراء تمسكهم بمبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت، مؤكدين "تمسك الدول العربية بالتوجه نحو الحل السلمي العادل والشامل". وعبر شعث ل"الحياة" عن ارتياحه "المتحفظ" الى القرارات العربية، مشيراً الى ان الوضع الحالي "لم يسمح بخروج قرارات افضل من ذلك".