اتفق وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ في القاهرة على البدء بتحرك سياسي وديبلوماسي لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية، وأصدروا عشية دورتهم العادية ال117 نداءً إلى "المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي من دون أي ذرائع ومبررات"، وطالبوا باسم الدول العربية كافة "الإدارة الاميركية باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا العدوان الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة". ووجه الوزراء النداء نفسه إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وجميع أعضاء مجلس الأمن. كما طالبوا الصليب الأحمر والهيئات الدولية الأخرى لحقوق الإنسان "بتحمل مسؤولياتها تجاه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والعمل على توفير كل أشكال الحماية للمدنيين الفلسطينيين". وأكدوا وقوف الدول العربية "صفاً واحداً إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته الصامدة في نضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي". وشملت الرسائل العاجلة التي وجهها الوزراء الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية، ورئيس الاتحاد الأوروبي ورئيس لجنة القدس، ورئيسي مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين. وكان الوزراء عقدوا اجتماعهم وسط أنباء عن أعنف تصعيد إسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب الاجتماع أن المجلس الوزاري الطارئ اتصل هاتفياً برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وان عدداً من الوزراء تحدثوا إليه، واعتبر موسى زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لرام الله "لشد أزر عرفات" وأن "لدى الوزير القطري ما يقوله وما يقدمه إلى رئيس السلطة الفلسطينية"، وعلق موسى على إعلان شارون تخليه عن شرط الأيام السبعة من الهدوء الكامل بالقول: "أفلح إن صدق"، وعن الموقف الاميركي الراهن، قال إن ما ذكره وزير الخارجية كولن باول في الكونغرس مهم ويعتبر "نوبة يقظة"، مشيراً إلى أن التطور في الموقف الاميركي سواء على لسان الرئيس جورج بوش أو باول، "إذا انتهى إلى نتيجة عملية فعلاً فهذا سيمثل تقدماً". وشدد على أن التقدم "لا بد أن تكون له ترجمة عملية وهي وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وليس مطالبة جانب واحد بوقف العنف". ولم يحدد موسى "الخطوات" التي قرر وزراء الخارجية اتخاذها لمواجهة الموقف الخطير في المنطقة حالياً، فيما اعتبر عودة الجنرال انتوني زيني "خطوة إيجابية"، داعياً إلى "نتائج متوازنة"، مشدداً على أن تصرف قوات الاحتلال يؤدي إلى تصاعد المقاومة، وقال: "أي كلام آخر غير هذا لن ينجح أبداً والموقف كله يتوقف على تصرف قوات الاحتلال". وأشار إلى أنه وجد تفهماً "أميركياً" فعلاً لخطورة الموقف من الطرفين خلال المحادثة الهاتفية التي أجراها مع باول. وعن بلورة المبادرة السعودية قال موسى إن هذا "الأمر معلق وسيعرض على القمة". وأضاف رداً على سؤال عن وعده وزير الوحدة الافريقية الليبي علي التريكي لقمة تبحث أفكار القذافي، أكد موسى أنه لا توجد أي قمة قبل قمة بيروت، مشيراً إلى أن "أفكار القذافي كانت مطروحة منذ قمة عمّان ولها إطار استراتيجي وستناقش كما هو مقرر في اجتماع استثنائي". وأعلن وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث ان لجنة متابعة تنفيذ مقررات قمة القاهرة وافقت على تقديم 55 مليون دولار شهرياً إلى السلطة الفلسطينية طوال السنة الجارية. وذكر مصدر في الجامعة العربية ان اللجنة التي عقدت اجتماعها برئاسة وزير خارجية الأردن مروان المعشر أعدت تقريراً نهائياً سترفعه إلى قمة بيروت حول متابعة تنفيذ القرارات المتعلقة بدعم الانتفاضة. وأفاد التقرير ان حجم الدعم المالي الذي وصل الى صندوقي القدس والاقصى بلغ 7،677 مليون دولار من أصل 693 مليوناً تعهدت 12 دولة عربية بتقديمها للصندوقين من اصل مبلغ بليون دولار أقرته قمة القاهرة في تشرين الاول اكتوبر 2000. وأضاف التقرير ان "المبالغ التي ارسلت الى السلطة بلغت حتى آذار مارس الحالي 430 مليون دولار". وكانت لجنة المتابعة قررت في اجتماع لها في عمان في حزيران يونيو الماضي زيادة المبلغ الشهري من 40 مليون دولار الى 45 مليوناً حتى نهاية 2001. إلى ذلك، عقدت اللجنة العربية على مستوى وزراء الخارجية المنبثقة عن القمة العربية الأخيرة في عمّان لمناقشة أفكار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اجتماعاً أمس في مقر الجامعة العربية لإعداد تقريرها لرفعه إلى المجلس الوزاري ثم إلى القمة العربية المقبلة في بيروت. وتضم اللجنة في عضويتها بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة مصر وليبيا والجزائر والسودان وسورية والأردن وفلسطين. وكان القذافي ألقى خطاباً أمام قمة عمّان تضمن رؤيته لحل الصراع العربي - الإسرائيلي، وعلى اثرها تقرر تشكيل لجنة عقدت اجتماعات عدة على المستوى الوزاري وعلى مستوى المندوبين لمناقشة هذه الرؤية.