أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول في القاهرة أمس عزمه على لقاء الرئيس ياسر عرفات في رام الله، مؤكداً أن عدداً من مساعدي عرفات سيرافقونه، وذلك بعد عودته من مدريد. وزاد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أبلغه في اتصال هاتفي امس التزامه انهاء الوضع الانسحاب في أسرع وقت ممكن، والتحرك قدماً ليس فقط فيما يتعلق بالمحادثات الأمنية ولكن ايضاً في المحادثات السياسية. وقال باول في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري أحمد ماهر، بعد محادثاته مع الرئيس حسني مبارك، ان الادارة الاميركية تعترف بأن عرفات هو الممثل الرسمي للسلطة الفلسطينية والرئيس المنتخب من الشعب الفلسطيني. وأعلن انه سيتم السماح بوجود قوات أميركية بعد التوصل الى قرار بوقف النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بينما أكد ماهر ان الوزير الاميركي أبلغ مبارك عزم الولاياتالمتحدة على تحقيق وقف النار في الأراضي الفلسطينية والبدء بتنفيذ خطة تينيت وتوصيات ميتشل. ماهر وشدد ماهر على ان الطريق الوحيد لضمان الأمن هو الربط بين المحادثات الأمنية والسياسية لأن "الأمن لا يمكن ان يتحقق عن طريق استخدام القوة، بل عن طريق خلق بيئة مناسبة من أجل خلق الثقة بين الطرفين". وجدد رفض مصر أي مس بقيادة عرفات، وضرورة ان تكون المفاوضات معه. وأشار باول الى انه جاء الى المنطقة في "وقت صعب"، شارحاً الرؤية الاميركية التي ينوي بحث تنفيذها في جولته، والتي تفضي الى محادثات سياسية في شأن قيام دولة فلسطينية "تعيش جنباً الى جنب وفي سلام مع اسرائيل". وذكّر بخطاب الرئيس جورج بوش داعياً الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى "إدراك ان لديهما التزامات ومسؤوليات وان عليهما اتخاذ اجراءات صعبة". وتابع ان بوش طالب الدول العبرية بإنهاء اقتحام المدن الفلسطينية فوراً، مشيراً الى بدء بعض القوات الاسرائيلية الانسحاب من بعض المدن التي دخلتها. وذكر ان بوش تمنى على شارون انهاء هذا الوضع بسرعة والبدء بالانسحاب ثم المحادثات، معترفاً بصعوبة تحقيق ذلك في وقت سريع، ومشيراً الى مواجهات جنين أمس. وقال باول: "سنحقق نتائج اذا أدركنا انه يجب الربط بين المحادثات الأمنية والسياسية، واننا يجب ان نهتم بهما أكثر من وقف النار". واضاف: "الاتجاه الصحيح ان توجد دولة فلسطينية لها حدود محددة، وان يتم التوصل الى هذه الحدود عن طريق المفاوضات". ودعا الشعب الفلسطيني الى "ادراك ان من مصلحته بذل قصارى جهده ليتمكن من السيطرة على العنف واحراز تقدم في المجال السياسي". وأشاد بنتائج قمة بيروت العربية "الناجحة" وقرار الأممالمتحدة "القوي والواضح"، مشيراً الى ان العنف أدى الى إضعاف هذا القرار. وعن تأخير زيارته القدس ووضعها في آخر جولته ومغزى ذلك، قال الوزير الاميركي ان بوش بعث برسالة الى شارون مفادها ان المطلوب من القوات الاسرائيلية الانسحاب الآن وتفهم هذه الرسالة. ونبه الى ان "الوقت حان كي يدرك الجميع ان العمليات الانتحارية وقتل المدنيين يجب ان تنتهي"، داعياً القادة العرب والمسؤولين الفلسطينيين الى اعلان وقف مثل هذه الاعمال، ومشيراً الى "بعض الأفراد الذين لا يريدون السلام ولا يريدون وجود اسرائيل". واستدرك: "يجب ان تكون لاسرائيل فرصة لتتمتع بالأمن والسلام الى جانب دولة فلسطينية تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل". ولفت الى ان بوش هو أول رئيس اميركي يطرح هذه الافكار علناً وأمام الاممالمتحدة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن باول قوله في المؤتمر الصحافي: "نعتقد بأن تأثير عمليات التوغل الاسرائيلية في العالم العربي وباقي أرجاء العالم سلبي جداً بالنسبة الى مصالح اسرائيل على المدى الطويل". وحذر من ان ذلك "سيؤثر في علاقات اسرائيل مع جيرانها ومصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة على المدى الطويل، وبكل صراحة، على مصالح العالم في هذه المنطقة". وانتقد ماهر العنف الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مشيراً الى "قتل مدنيين أبرياء وهدم منازل وعدم حصول الناس على الرعاية الصحية وعدم التمكن من دفن الجثث". وحض على وقف هذا العنف وارسال مراقبين للتأكد من ذلك.