يوم أطلقوا الرصاص على ياسر فأردوه تحوّلت أمه الى حجر" وإذ تسجّى ملفوفاً بالعلم، كَفَنه المستعار، انتصبت أمّه بثبات / في ساحة البلدة المهجورة. وكل يوم في الفجر البارد / كانت تقبض على شعلة من الأزهار البسيطة - ياسمين وأقحوان وورد من حديقتها - فيمرّ قربها الجند العائدون في المركبات من مهمّتهم الليلية مرتبكين، مندهشين لذلك الشبح الملفّع بالضباب، يذكّرهم بتمثال في مكان ما. تلك الليلة قبل مقتل رجا، انطفأت الأنوار فأشعلت أمه قنديلاً وهي تتمتم غاضبة من خوفها وتطيّرها لكن اسماً خُطّ بسرعة في اليوم التالي على حائط الشهداء كشف عن مصيره أمام عينيها فمدّت يدها ولمست غيابه. كأنّ شيئاً حُفر في داخلها يُجوّف / رحمها التي امتلأت سواداً، ويباركها، / فاستدارت وذرفت ما تبقّى، وبهدوء حوّلت نفسها إلى رؤيا ليلة. كتبت القصيدة بالانكليزية أصلاً