قاربت رحلة الفنان علي الحجار مع الغناء ربع قرن، إذ كانت انطلاقته الحقيقية العام 1977 مع رحيل "العندليب الأسمر" عبد الحليم حافظ. بدأ الحجار من القمة مع بليغ حمدي الذي قدمه للجمهور للمرة الأولى بأغنية "على قد ما حبينا" من كلمات عبد الرحيم منصور. وبعدها شق طريقه، ناحتاً في الصخر، وأدّى أعمالاً راقية دخلت في ذاكرتنا الموسيقيّة، لتجعل منه أحد المطربين القلائل وسط هذا الحشد من الوجوه والأسماء... والحجار أيضاً من جيل الوسط كما يسمونه، تستطيع معرفة صوته من أدائه المتميز. غنّى لشعراء كبار مثل صلاح جاهين وآخر تجربة له كانت مع عبدالرحمن الأبنودي في عرض ثنائي حول قصيدته "الموت على الإسفلت"، يجمع بين الشعر والغناء. وهو يستعدّ لاصدار عمل جديد من ألحان عمار الشريعي وأشعار سيد حجاب. في هذه المناسبة إلتقيناه في القاهرة. كنت تنوي اصدار ألبومات بعنوان "مئة عام من الغناء". فما هي أخبار هذا المشروع؟ - أخيراً أخذت موافقة من وزير الثقافة الفنان فاروق حسني، على اصدار هذا المشروع بالاتفاق مع صندوق التنمية الثقافية. إنه مشروع كبير يتضمّن اصدار 14 ألبوماً تعرض مختلف روافد التراث الغنائي والموسيقي في مصر. بحثنا في التفاصيل، ولا ينقص الآن سوى رصد الموازنة كي نباشر في التنفيذ. وهذا المشروع يبدأ منذ بداية محمد عثمان حتى عصر عبد الوهاب، كل فترة نطرح ألبومين معاًً يتضمنان 20 أغنية... ما بين الدور والطقطوقة والمونولوج والموشح والأغنية. وهذا يعتبر إحياء للتراث بشكل عصري. وماذا عن ألبوم "هنا القاهرة" ألحان عمار الشريعي وأشعار سيد حجاب؟ - انتهيت من تسجيله أخيراً. ثم توجّهنا، أنا والموسيقار عمار الشريعي، إلى حسني الرحماوي رئيس شركة "صوت القاهرة" فأبدى استعداده لتنفيذ هذا الألبوم وتوزيعه. شاركت في بطولة مسرحية "رصاصة في القلب" مع المطربة أنغام... وحققت نجاحاً واسعاً، هل هناك عودة جديدة إلى المسرح الغنائي؟ - لا أعرف. ربّما. المؤكّد أنّني سأقوم في الصيف المقبل ببطولة مسرحية استعراضية غنائية من تأليف بهيج اسماعيل... اتفقنا على العمل مع الفنان رياض الخولي بصفته مدير المسرح الكوميدي، ومع هاني مطاوع رئيس الهيئة، وسنفتتح بها المسرح العائم هذا الصيف. لكننا لم نستقر على من يخرج العمل، لأن رياض الخولي يريد أن يعهد بالمهمّة إلى أحد مخرجي السينما الذين عملوا في المسرح مثل حسين كمال أو غيره. أين أنت من السينما؟ - قدمت 3 أفلام في حياتي: "المغنواتي" و"أنياب" و"الفتى الشرير" مع نور الشريف. ومنذ فترة قصيرة يتم تحضير فيلم سأشترك في بطولته مع أنغام وهو من تأليف مجدي هداية الذي قام بتأليف فيلم "شمس الزناتي". ما هي حقيقة مشكلاتك مع الضرائب التي تظهر بين الحين والحين؟ - سأوضح حقيقة هذه المشكلة بكل صراحة. لقد قرأ الناس في بعض الصحف والمجلات عن هذه المشكلة بطريقة فجة، وهم لا يعرفون القصة الحقيقية. كان عليّ غرامات متوجّبة للضرائب، حسبت لي بمبلغ 165 ألف جنيه، وبالفعل قمت بسدادها في شهر تموز يوليو العام 2001، وأخذت ايصالاً بذلك. لكن يوجد إجراء قانوني لم أعلم به، ولم يذكرني به محاسبي الخاص. ومن المفترض أن نرسل هذا الايصال الموقع بإمضاء وزير المال عند دفعنا هذه المبالغ إلى المحكمة، لكي تحدد جلسة لإثبات دفع هذه النقود، فيتم بعدها إلغاء الحكم الذي صدر بسجني ثلاث سنوات! وبعد ايام عدة وجدت حكماً غيابياً آخر بالمدة نفسها. فاتضح لي أن هناك لعبة خفية تمت، فقمت بمحادثة المحاسب عن هذه المشكلة، فوجدته يعرفها وظل يساومني لكي يعطيني هذا الإيصال بل طلب مني مبلغ 40 ألف جنيه، فقلت له كيف اعطيك هذا المبلغ وأنت أساساًَ تأخذ راتبك السنوي مني، فأكد لي أنها قضية خاصة، فما كان مني الا أن اتصلت بمحاميّ الشخصي واستخرجنا صورة رسمية من الإيصال، وتم تقديمه إلى المحكمة. فقرر النائب العام وقف التنفيذ بالحكم الصادر بحقّي. لكنني سأرفع شكوى ضد هذا المحاسب الى نقابة التجاريين لأنه خان الأمانة... أين أنت من غناء القصائد؟ - أنا أحب الفصحى جداً، لكن أحب العامية المصرية وأتمسك بها. قدمت قصائد كثيرة قبل ذلك، وأحبّ اداء أشعار العامية التي تحتوي فنّاً رفيعاً، مثل عملي مع صلاح جاهين وفؤاد حداد وعبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب وجمال بخيت وغيرهم. لماذا ابتعدت عن الأغاني الدينية؟ - لا يوجد مطرب منذ أيام محمد عثمان قدّم أغاني دينية مثلما قدمت. غنيت أكثر من مئة أغنية دينية ما بين القصيدة الفصحى والأغاني الدينية العامية. ومنذ أيام أخذ مني المنتج أحمد عباس 15 قصيدة دينية من ألحان أحمد الحجار، وأشعار الإمام محمد ماضي أبو العزايم، وتوزيع موسيقى عماد الشاروني. وسيتم تصويرها للتلفزيون. ما رأيك في نجاح الأغنية الخليجية الآن؟ - سرّ نجاح هذه الأغنية في الآونة الأخيرة هو الابتعاد عن الشعر النبطي. فمنذ فترة بدأ شعراء يكتبون قصائدهم بما يسمى "اللهجة البيضاء" التي يستطيع فهمها الجمهور العربي على اختلاف انتماءاته القطريّة. هناك أيضاً ذكاء في التعامل، وأموال تصرف على الانتاج والدعاية، وتلعب القنوات الفضائية دوراً كبيراً في اطلاق تلك الأغنيات الخليجيّة. وهذا شيء جميل، أتمنى أن يتم ذلك في مصر. ما الذي أصاب الأغنية العربية برأيك؟ - الكارثة الكبرى التي أدّت إلى تراجع الأغنية العربيّة وهبوط مستواها وانحطاطها... هي القنوات الفضائية. فهي تذيع على مدى 24 ساعة عدداً كبيراً من الأغنيات، وهذا الأمر يجعل النوعيّة الفنيّة متردية، ويشوّه ذوق الجمهور العربي. فمعظم ما نراه ونسمعه دون المستوى، وقليلة جداً هي الأغنيات الجيدة. كيف تريد للأغنية العربيّة الأصيلة أن تستمرّ وتقاوم وتفرض حضورها والحال هذه؟ ما مشاريعك المقبلة؟ - أصور أغنية دويتو، مع شقيقي أحمد الحجار، في فيديو كليب بعنوان "الأحلام". وأنا على وشك الانتهاء من ألبوم غنائي جديد، سيظهر في الأسواق خلال الصيف من كلمات الشعراء عبدالرحمن الأبنودي وفؤاد حداد وصلاح جاهين وسيد حجاب وإبراهيم عبد الفتاح وابراهيم رضوان وهاني شحاتة وناصر رشوان، والألحان لأحمد الحجار، أمير عبدالمجيد، عمرو أبو ذكرى، رضا أمين، عطية محمود ومحمد عزت، والتوزيع الموسيقي لأشرف محروس.