كشف محامي "الجماعات الإسلامية" في مصر منتصر الزيات أن السلطات قبضت أخيراً على 30 ناشطاً إسلامياً في محافظاتالقاهرة والوجه البحري بتهمة الانتماء الى تنظيم "طلائع الفتح الإسلامي". وقال الزيات ل"الحياة" إنه قدم طلباً إلى المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي للاطلاع على الإجراءات في حق موكليه واسباب القبض عليهم، مشددا على ضرورة السماح له بحضور جلسات التحقيق التي تتم في سرية. وكانت السلطات المصرية تسلمت من السويد في كانون الأول ديسمبر الماضي الأصولي البارز أحمد حسين عجيزة الذي تعتبره أجهزة الأمن قائداً لتنظيم "طلائع الفتح الإسلامي". وهو يقضي حالياً عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة في قضية "العائدون من ألبانيا" التي نظرت فيها محكمة عسكرية العام 1998 وحوكم فيها عجيزة غيابيا، ولم يتضح بعد ما إذا كان للمتهمين في القضية الجديدة علاقة بعجيزي. وذكر الزيات ان بين المتهمين في القضية استاذاً في كلية الهندسة في جامعة القاهرة هو الدكتور شريف أحمد فرج إضافة إلى خمسة آخرين من الناشطين الإسلاميين البارزين، هم أحمد عقل محمد وجلال مصطفى الديب ومحمود عبد الحميد أحمد حجازي وإيهاب حسين سيد وحمدي عبد الحميد، مشيراً إلى أن قراراً إدارياً صدر باعتقالجميع المتهمين وفقاً لأحكام قانون الطوارئ المعمول به منذ العام 1981، قبل أن تصدر نيابة أمن الدولة القرار بحبسهم لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق. وذكر أنه سيقدم شكوى إلى النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد بسبب منعه من حضور التحقيقات، مشيراً إلى أنه توجه أول من امس الأربعاء لحضور التحقيق مع المتهم إيهاب حسين سيد إلا أنه أبلغ أن "حضور المحامين غير مسموح به". ووفقاً لمصادر مطلعة، سعى المتهمون الى اعادة تجميع صفوف الأصوليين ذوي التوجهات الراديكالية ممن عملوا سابقاً ضمن تنظيم "طلائع الفتح الإسلامي" لمحاولة ملء الفراغ الذي تركه غياب العناصر التي تنتمي إلى "جماعة الجهاد" عن الساحة، وتجنيد عناصر جديدة سراً بعيداً عن مراقبات رجال الأمن. واضافت المصادر أن أجهزة الأمن رصدت تحركات المتهمين حتى تمكنت من تحديد الهيكل التنظيمي والمناطق التي سعى قادة التنظيم إلى تجنيد عناصر فيها، ثم قبضت عليهم، في عمليات دهم لمساكنهم حيث صادرت كتباً ومنشورات وبيانات تحوي أفكار التنظيم وأهدافه. واتهمت النيابة المعتقلين ب"الانضمام إلى تنظيم سري يهدف إلى محاولة قلب نظام الحكم بالقوة وحيازة مطبوعات مناهضة تحوي عبارات تحض على كراهية نظام الحكم وإزدرائه والتزوير في أوراق رسمية". ونفى الزيات أن تكون، بين المضبوطات، اسلحة ومتفجرات واعتبر أن كل ما ضبط في حوزة المتهمين "لا يعد أدلة ثبوتية دامغة على تورطهم في مخالفة القانون". ومعروف أن السلطات المصرية تجري تحقيقات في قضية أخرى تتعلق ب"حزب التحرير الإسلامي" متهم فيها نحو مئة أصولي بينهم أربعة بريطانيين كانت أجهزة الأمن أوقفتهم في القاهرة والاسكندرية مطلع الشهر الجاري.