كشفت مصادر مصرية مطلعة أن التحقيقات التي جرت مع عدد من الأصوليين تسلمتهم مصر أخيراً من الكويت، اكدت ان بعضهم ينتمي الى تنظيم "حركة الجهاد - طلائع الفتح الإسلامي"، مشيرة الى ان التحقيقات ضمت أيضاً آخرين ألقت اجهزة الأمن القبض عليهم داخل مصر بعدما تبين أن لهم علاقة بالمرحلين من الكويت. وكان "المرصد الإعلامي الإسلامي" أعلن في 21 كانون الثاني يناير الماضي أن السلطات الكويتية اعتقلت في منتصف ذلك الشهر 15 مصرياً كانوا يقيمون ب"طريقة شرعية" هناك ثم سلمتهم الى مصر. وأكدت مصادر في هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني أن أجهزة الأمن أطلقت عشرة من المرحلين من دون أن تحيلهم على النيابة أو توجه إليهم تهماً بعدما ثبت أن لا علاقة لهم بالتنظيمات الدينية. وفي المقابل أكدت المصادر المصرية المطلعة أن التحقيقات كشفت ان المتهم الرئيسي ويدعى أحمد حسن بديع عمل مع قائد التنظيم احمد حسين عجيزة وانه التقاه في اليمن كما التقاه مع آخرين ينتمون الى "جماعات جهادية" في افغانستان في بداية التسعينات. وأوضحت أن خلافاً كان تفجر بين عجيزة وزعيم "جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري بعدما اعترض الأول على عدم حصوله على مزايا تنظيمية على رغم الدور الذي قام به لتجنيد عدد كبير من العناصر لعضوية التنظيم الذي يقوده الظواهري. وأضافت ان الخلاف وصل الى الذروة في العام التالي حينما ألقت السلطات المصرية القبض على نحو 800 أصولي وأحالتهم على القضاء العسكري وحوكموا أمام أربع دوائر للمحكمة العسكرية العليا في القضايا التي عرفت باسم "طلائع الفتح الإسلامي". وقالت ان عجيزة اعتبر أن السياسات التي يتبعها الظواهري والطريقة التي يدير بها التنظيم تسببت في وقوع هؤلاء في قبضة الشرطة، وأعلن انشقاقه عن التنظيم وكوّن تنظيم "طلائع الفتح الإسلامي". والمعروف ان اسم عجيزة ورد في قضية "العائدون من ألبانيا" المقرر ان تصدر الاحكام فيها بعد غد الأحد. وأوضحت المصادر أن بديع كان غادر مصر في منتصف الثمانينات الى اليمن وعمل محاسباً في وزارة التربية والتعليم هناك ثم سافر الى الكويت في بداية التسعينات وأقام هناك وعمل في "جمعية احياء التراث"، وانه تردد على افغانستان مستغلاً عمله في الجمعية تحت غطاء العمل الاغاثي للمواطنين الافغان. وانه خلال سفره الى هناك كان يلتقي الاصوليين المصريين وبينهم عجيزة الذي ارتبط به تنظيمياً وان بديع شارك في ايواء بعض المصريين اثناء اقامته في الكويت وساعدهم في العثور على فرص عمل هناك.