اتخذت عملية اعتقال اربعة بريطانيين في مصر بعدا داخليا مع اعتقال السلطات المصرية، في الاطار نفسه، مصريين تعاونوا مع البريطانيين الاربعة من اجل اعادة احياء "حزب التحرير الاسلامي" المحظور. واظهرت التحقيقات مع البريطانيين انهم سعوا ايضا الى الاتصال بمصريين اعضاء سابقين في الحزب من اجل جذبهم اليه، في اطار خطة لتنشيط الحزب في دول عربية. يتوقع أن تعلن السلطات المصرية بشكل رسمي قريباً نتائج التحقيقات التي اجرتها مع اربعة بريطانيين أوقفتهم مطلع الشهر واحالتهم على النيابة للتحقيق معهم في شأن انضمامهم الى "حزب التحرر الاسلامي" المحظور ومحاولتهم اعادة احيائه. وأفادت مصادر في السفارة البريطانية ان السفير جون سوارز ينتظر البت في طلبه لقاء وزير العدل المستشار فاروق سيف النصر للوقوف على الإجراءات القانونية التي اتخذت في حق الاربعة. وأكدت مصادر مصرية أن عملية القبض على المتهمين واحتجازهم وخطوات التحقيق "تمت وفقا للقانون"، وأن النيابة العامة "تباشر التحقيق معهم في شأن ما ورد في مذكرة تحريات أعدتها اجهزة أمنية حول نشاط المتهمين وأهدافهم". والاربعة المتحتجزون هم راضي بانكورست 26 عاما وماجد نواز 25 عاما وحسن رزفي 23 عاما وأن الرابع ياباني واسمه يان مالكولم. وأفادت مصادر مطلعة أن التحقيقات كشفت انتماء المتهمين الى فرع للحزب في بريطانيا يقوده الباكستاني الاصل عمران وحيد وأن المتهمين سعوا الى تجنيد عناصر مصرية الى عضوية الحزب الذي يقوم على مبدأ "الاممية من دون قصر نشاطه على دولة معينة"، وأنهم "حاولوا لقاء اعضاء سابقين في حزب "التحرير الاسلامي" المصري الذي انتهى نشاطه اثر فشل محاولة نفذها عشرات من عناصره في حزيران يونيو 1974 لاقتحام مقر "الكلية الفنية العسكرية" والتي افضت الى كشف التنظيم وإعدام قائده الفلسطيني الجنسية صالح سرية، وصدور احكام مشددة بالسجن ضد باقي قادته وعناصره. وذكرت المصادر أن السلطات المصرية ألقت القبض ايضاً على اصوليين مصريين ثبت أنهم عاونوا البريطانيين الاربعة في مهمتهم وعاونوهم في طبع وتوزيع بيانات تحمل توقيع الحزب حوت افكاره ومبادئه ومواقفه من القضايا المحلية والاقليمية، بينها بيان عن الاوضاع الاقتصادية في مصر، وأن تحقيقات تتم مع هؤلاء ايضاً. ونفت مصادر رسمية مصرية ما ورد في تصريحات ادلى بها وحيد في لندن امس تحدثت فيها عن سوء معاملة يتعرض لها البريطانيون الاربعة، وأوضحت ان ديبلوماسيين بريطانيين "التقوا المتهمين مرتين وتأكدوا من حسن المعاملة التي يلاقونها وسلامة الاجراءات القانونية التي اتخذت في حقهم". وعلمت "الحياة" أن المتهمين اقروا بأن الحزب الذي يتخذ من بريطانيا مركزاً له وضع خطة لتأسيس قواعد له في كل من مصر والعراق وتركيا وسورية واوزبكستان وأنه نجح في تحقيق وجود في تلك الدول باستثناء مصر التي يرى الحزب انها دولة محورية خصوصاً أن الحزب كان مارس نشاطاً بارزاً فيها في النصف الاول من السبعينات في القرن الماضي، وذكروا أن غالبية عناصر الحزب في الدول الأخرى من غير العرب وأن الخطط الجديدة تتضمن محاولات لاقتحام التجمعات العربية، وأشاروا الى أن الحزب يرفض استخدام العنف العشوائي وسيلة لتحقيق هدفه الرئيسي وهو اقامة "اممية اسلامية" الى درجة تحريم تلك العمليات لا يمكن أن تسفر عنه من كشف تخطيط التنظيم والقبض على قادته وعناصره. وأوضحوا ان الحزب يركز على محاولة اختراق المؤسسات العسكرية الرسمية وتجنيد عناصر عسكرية أو السعي الى إحداث انقلابات عسكرية، ونفت المصادر أن يكون للمتهمين علاقة بتنظيم "القاعدة" أو أسامة بن لادن.