قتل أربعة رهائن بريطانيين وجرح ثلاثة، بريطاني واميركي واسترالي، خلال الهجوم الذي شنته أمس قوات الأمن اليمنية لإنقاذ 16 سائحاً أجنبياً من خاطفيهم الذين يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم "الجهاد الإسلامي". وقتل في العملية أيضاً أحد رجال الأمن وجرح اثنان، كذلك قتل اثنان من الخاطفين المسلحين وجرح ثلاثة. وبعد انتهاء العملية تم اطلاق الرهائن ونقلهم، بمن فيهم الجرحى، الى مستشفى عدن. فيما القي القبض على عناصر المجموعة الخاطفة وكانوا نحو عشرين مسلحاً. وأبلغت مصادر في السلطات المحلية في محافظة ابين 25 كلم شمال عدن ان وحدة "كوماندوس" عسكرية أمنية مشتركة اقتحمت موقعاً في منطقة الوضيع كان مسلحون قبليون ذكر في ما بعد أنهم من "الجهاد" يحتجزون فيه 16 سائحاً 12 بريطانياً وأميركيان واستراليان بعدما اختطفوهم، ظهر أول من أمس الاثنين، اثناء مرورهم في موكب سياحي في مدينة مودية التابعة لمحافظة أبين. وتمكنت وحدة "الكوماندوس" من انهاء عملية الاختطاف باقتحام مفاجئ للموقع أسفر عن مقتل اربعة سياح رجلان وامرأتان بريطانيين وجرح ثلاثة آخرون بريطاني وأميركي واسترالي، فيما قتل اثنان من أفراد المجموعة المسلحة وجرح ثلاثة منهم على الأقل. ولم تؤكد الأجهزة الأمنية اليمنية عملية الاقتحام رسمياً، كما لم تعلن أي معلومات عن عدد الضحايا من الرهائن وأفراد المجموعة المسلحة. كذلك امتنعت السفارتان الأميركية والبريطانية في صنعاء عن الادلاء بأي معلومات عن العملية، بحجة ان السلطات اليمنية لم توافيهما بمعلومات رسمية حتى ليل أمس. لكن وكالة "رويترز" نسبت إلى مسؤول يمني، لم تسمه، قوله إن "العملية بدأت بعد أن شرع الخاطفون في قتل الرهائن... قتلوا اثنين، ثم اقتحمت قواتنا موقعهم لمنع تصاعد الموقف، وقتل مزيد من الرهائن". وأضافت مصادر أبين ان عملية الاقتحام لموقع الرهائن تمت بعد فشل المفاوضات بين محافظ أبين العميد أحمد علي محسن وأحد القادة العسكريين من جهة، والخاطفين من جهة أخرى، في أكثر من محاولة لإطلاق السياح الغربيين بسلام وتسليم المسلحين أنفسهم. غير أن الخاطفين هددوا بالانتقام من الرهائن إذا لم تلب مطالبهم المتمثلة في اطلاق سراح مجموعة من عناصر التنظيم الاصولي اعتقلتهم السلطات الأمنية قبل نحو أسبوعين وبينهم أحد زعماء التنظيم ويدعى صالح حيدره العطواني، وأيضاً رفع الحصار على العراق المفروض من الأممالمتحدة، ورفع الحصار على ليبيا والسودان... ولم تجد السلطات اليمنية مفراً من اتخاذ خطوة الاقتحام قبل أن يرتكب الخاطفون جرائم في حق الرهائن، خصوصاً ان مطالبهم من السلطة يمكن ان تلبى، أما مطالبهم الأخرى فلا سبيل إلى التفاوض حولها. وأشارت المصادر إلى أنها المرة الأولى التي يعلن فيها تنظيم يدعى "الجهاد الإسلامي" مسؤوليته عن عملية خطف الأجانب. فمنذ العام 1992 حين بدأت ظاهرة خطف الأجانب والسياح في اليمن، كانت مجموعات قبلية مسلحة تقوم بهذه العمليات بهدف الضغط على السلطات اليمنية لدفع فديات مالية أو لمطالب تتعلق بمشروعات خدمية لمناطقهم. كما أن الرهائن غالباً ما يكونون في مأمن ويعاملون كضيوف لدى الخاطفين في المناطق القبلية. يذكر ان سلطات الأمن اقتحمت قبل نحو أسبوعين معسكراً جبلياً في منطقة أبين، واشتبكت مع عناصر مسلحة في داخله يعتقد أنها تتبع أحد التنظيمات الاصولية المحظورة تنظيم الجهاد الإسلامي، واعتقلت عدداً من عناصره ويجري التحقيق معهم في إطار خطة أمنية بدأت منذ منتصف العام الماضي للحد من نشاط تنظيم "الجهاد الإسلامي - الأفغان العرب" والتنظيمات الاصولية المشابهة، وتم ترحيل معظم عناصره من غير اليمنيين إلى بلدانهم أو بلدان أخرى خارج اليمن، فيما تم تسليم عدد منهم إلى حكوماتهم مثل مصر والجزائر والسودان وليبيا، بناء على طلبها ولم يعد منهم أحد في اليمن منذ نحو ستة أشهر. وكانت منطقة الوضيع في محافظة أبين شهدت قبل نحو شهر حادث احراق مبنى للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام قام به مجهولون، ولا تزال التحقيقات جارية في هذا الحادث بعد اعتقال عناصر يشتبه في تورطها به، وبينهم عناصر يعتقد أنها أصولية أو جهادية. إلى ذلك أ ف ب، أعلنت الحكومة الالمانية أمس أنها تلقت تطمينات من صنعاء بعدم اللجوء الى العنف لتحرير مواطنيها الاربعة الذين خطفوا في اليمن في السادس من الشهر الحالي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن اردمان ان بون "طلبت مراراً من الحكومة اليمنية عدم استخدام العنف للافراج عن الرهائن الالمان وأعلنت صنعاء تجاوبها مع هذا الطلب".