اعتبر الرئيس جاك شيراك أمس ان اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عقد مؤتمر دولي يشكل "خطوة جديدة"، اذ كان "يرفض باستمرار تدويل الأزمة". وقال شيراك في حديث الى اذاعة "فرانس انتير" ان المؤتمر الدولي قد يكون خطوة تؤدي الى الطريق الصحيح، لكنه أشار الى ضرورة مشاركة الاتحاد الأوروبي، ممثلاً بمنسق السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد خافيير سولانا، وكذلك الأممالمتحدة وروسيا. وأكد ان القوى الدولية المهتمة بقضية الشرق الأوسط لا يمكنها التأثير على الحكومة الاسرائيلية من دون التزام قوي من الولاياتالمتحدة. ولفت ان التأثير الأوروبي "الودي" على الولاياتالمتحدة لعب دوراً في تطوير موقفها. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين موقفاً أكثر حذراً من المؤتمر الدولي، وقال في لوكسمبورغ حيث حضر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، ان اقتراح شارون هو طريقة "لكسب الوقت"، مشدداً على أن الفكرة التي ينبغي طرحها هي مؤتمر يجمع الأطراف العربية المعنية والولاياتالمتحدة والاتحاد. ورأى مصدر فرنسي مطلع ان رئيس الوزراء الاسرائيلي فتح الباب موارباً عبر اقتراحه، وينبغي دفعه الى فتحه كلياً، بأخذ فكرته وقلبها ضده بحيث تتحول الى شيء مختلف تماماً عما اقترحه. وزاد ان اقتراح شارون ليس مقبولاً لدى الفلسطينيين والعرب ولا لدى الأوروبيين، ولكن بدلاً من رفضه ينبغي استخدامه لتحديد هدف المؤتمر الدولي، والتوصل الى اتفاق يقضي بمشاركة كل الأطراف المعنية به، وفي مقدمها الرئيس ياسر عرفات. وأشار الى ضرورة تحويل طرح شارون الى صيغة تجعل من الممكن التوصل الى "مدريد 2". وأكد ان ليس هناك خلاف بين شيراك وفيدرين حول مؤتمر دولي تشارك فيه الأطراف العربية المعنية واسرائيل واميركا والأممالمتحدة، وأن كلاً منهما موافق على مبدأ عقد مؤتمر دولي من نوع "مدريد 2". لكنه أشار الى أن فيدرين لا يخوض حملة انتخابية، لذلك عبر عن شكه إزاء طرح شارون، في حين عبر شيراك عن ضرورة تطوير هذا الاقتراح الى مؤتمر دولي سبق ان تحدث عنه قبل مدة طويلة. ورأى المصدر ان عرفات "لا يزال صامداً على رغم كل ما حاول شارون القيام به، وهو في أوج شعبيته فلسطينياً وعربياً، وإذا عرف الجانب الفلسطيني كيف يستغل تيار التعاطف معه في العالم، وتمكنت الولاياتالمتحدة من تنظيم مؤتمر دولي، فإن الأمر سيؤدي الى بروز ديناميكية قوية، لأن الرئيس جورج بوش ملتزم قرارات مجلس الأمن في شأن الدولة الفلسطينية". ونبه الى ان "كل هذا سيجعل من الصعب جداً على شارون، في حال انعقاد المؤتمر ان يرفض الضغوط الأميركية والأوروبية". وقال ان ورقة وزير الخارجية الالماني يوشكافيشر ينبغي أن تستكمل، و"ميزتها انها تتضمن مساراً يؤدي الى اطار للتفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين". وأشار الى أن رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي السماح لممثلي الاتحاد الأوروبي بمقابلة عرفات في رام الله، اثار صدمة لدى دول الاتحاد التي بدأت تعلن تباعاً، من بلجيكا الى المانيا وصولاً الى بريطانيا، انها ستحظر تصدير الأسلحة الى اسرائيل. وأوضح ان "تصرف شارون أدى الى نوع من الجدل في المانيا، حيث ارتفعت أصوات تعارض التأييد الدائم لسياسة الدولة العبرية نتيجة عقدة الذنب تجاه اليهود، وهذا الجدل دفع فيشر الى وضع ورقته التي تنص على انسحاب اسرائيلي غير محدد جغرافياً".