يبدأ وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين غداً زيارة لاسرائيل والمناطق الفلسطينية، في مسعى لترسيخ وقف النار بين الطرفين، وحملهما على التحرك سياسياً استناداً الى تقرير لجنة ميتشل، و"استغلال الالتزام الأميركي المتوازن" حيال المنطقة. ويتوقع ان يلتقي فيدرين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير الخارجية شمعون بيريز، ثم يلتقي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات والمسؤولين الفلسطينيين. وتندرج هذه الزيارة، على ما قال مصدر فرنسي، في اطار الجهود الأوروبية المكثفة لوقف التصعيد بين الجانبين، والإفادة من الأجواء المستجدة بعد التفجيرات المأسوية التي شهدتها الولاياتالمتحدة. وأشار المصدر الى انه من بين الدروس المستخلصة من المأساة الأميركية، هو أن الولاياتالمتحدة أبدت استعدادها "لالتزام التوازن" إزاء الوضع بين اسرائيل والفلسطينيين. وذكر انه في أعقاب التفجيرات طرحت سيناريوات عدة، تراوحت بين الأفضل والأسوأ. وسادت مخاوف من أن تتجه الأمور الى الأسوأ. وأضاف ان الرئيس الأميركي جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول، أجريا اتصالات مع المعنيين بالوضع، وأبديا خلالها تشددهما ومارسا ضغوطاً قوية على الطرفين من أجل تهدئة الأمور. واستبعد المصدر أن يكون الالتزام الأميركي الجديد "ظرفي"، وقال ان المأساة التي شهدتها الولاياتالمتحدة ربما فتحت عيون المسؤولين الأميركيين على ضرورة العدول عن تقوقعهم وعودتهم الى الدفاع عن مصالحهم الخاصة. وأشار الى أن فيدرين لا يحمل معه اقتراحات محددة، بل هناك مجموعة أفكار مستوحاة من تقرير لجنة ميتشل، كما انه سيستمع الى ما ستقوله الأطراف، وعلى ضوء ذلك قد تبرز لديه أفكار جديدة. وعما اذا كان فيدرين سيثير مع المسؤولين الاسرائيليين قضية "بيت الشرق" المقفل منذ حوالى شهرين، قال المصدر ان كل المواضيع قابلة للطرح ومنها هذا الموضوع، خصوصاً انه سيلتقي شخصيات فلسطينية من مدينة القدس. وذكر ان فيدرين سيضع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين في اجواء اتصالاته مع باول في واشنطن حيث رافق الرئيس جاك شيراك وسيحضهم على الاستفادة من الأجواء الدولية المستجدة.