نفى الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر وجود أي وصاية أميركية على المؤتمر العالمي الذي ينظمه الأزهر، بدءاً من غد وحتى يوم الخميس المقبل، تحت عنوان "هذا هو الإسلام". ويشارك في المؤتمر علماء يمثلون نحو عشرين دولة عربية وأجنبية. وقال طنطاوي، في مؤتمر صحافي أمس، ان "كل قرارات المؤتمر ستكون نابعة عن رؤية علماء الإسلام من الأحداث الجارية، وفي مقدمها دعم الجهاد الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي والقوة الداعمة له". ورد شيخ الأزهر على اتهام وجهته إليه صحافية أميركية بأنه "غير رأيه في قضية الفلسطينيين الذين يفجرون أنفسهم في وسط المدنيين الإسرائيليين" مؤكداً أنه لم يتراجع وإنما "وضع ضوابط للقضية حتى لا يتخذ الإعلام الصهيوني منها وسيلة لتشويه صورة الإسلام والجهاد الفلسطيني بالترويج بأن الشهداء الفلسطينيين يقتلون المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ". وقال: "في ظل الأوضاع المتفجرة حالياً فإنه يجوز قتل كل من يدعم العدوان الإسرائيلي أو يؤيده. فمثلاً إذا هاجم استشهادي مستعمرة إسرائيلية فإنه لا يستطيع التفرقة بين الأطفال وغيرهم وبالتالي فإنه يجوز له استخدام كل وسيلة توجع العدو وتسهم في استرداد الحقوق والأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها". وأوضح شيخ الأزهر أن مؤتمر "هذا هو الإسلام" سيناقش كل القضايا الساخنة وفي مقدمها دعوة الإسلام الى الجهاد وتحريمه الإرهاب وموقفه من غير المسلمين وحوار الحضارات وحماية حقوق الانسان في الإسلام والأديان الأخرى والقوانين الوضعية. وأشار إلى أن أهم المشاركين هم الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ألامين العام لرابطة العالم الإسلامي، والشيخ صالح آل شيخ مفتي السعودية، والفريق عبد الرحمن سوار الذهب، والأمير حسن بن طلال، وسلطان القاسمي حاكم الشارقة، والدكتور حسان حتحوت المفكر الإسلامي المقيم في الولاياتالمتحدة والدكتور محمد زكي بدوي رئيس المركز الإسلامي في لندن ويمثل دولة فلسطين في المؤتمر الدكتور يوسف جمعة سلامة، والدكتور تيسير التميمي والدكتور محمد جمال أبو العدي، في حين يتكون الوفد الإيراني من ثلاثة هم جعفر التيجاني ومحمود العراقي والسيد محمد البجنوري. ويعقد المؤتمر في قاعة المؤتمرات الكبرى في الأزهر الشريف ويلقي الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء كلمة الرئيس حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية. وعن موقف الأزهر من مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأميركية قال طنطاوي: "إن كل من يتعامل مع بضاعة ثبت أنها تضر باقتصاد الوطن فإن التعامل معها حرام"، مشيراً إلى أن الذي يحدد أن هذه البضاعة تضر بالوطن "هم المتخصصون"، واضاف "أن شريعة الإسلام توجب علينا نصرة المظلوم خصوصاً الفلسطينيين، وإذا قصرنا في ذلك فإن الله سيحاسبنا على هذا التقصير". ودان "الانحياز الاميركي الدائم لإسرائيل وتأييدها للمجازر التي ترتكبها ضد الفلسطينيين العزل".