حدد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي "معنى الجهاد في سبيل الله" لإعلاء راية الدين الإسلامي، مؤكداً أن اسامة بن لادن "لا يمثل نموذجاً للمسلمين"، وأن ما يطرحه من آراء خصوصاً في شأن مسألة الجهاد "لا يعبر إلا عن وجهة نظره". وكان طنطاوي يتحدث في القاهرة أمس في مؤتمر صحافي مع المراسلين الأجانب، هو الثاني خلال أقل من اسبوع، دان فيه مجدداً الاعتداء في الولاياتالمتحدة، وقال: "كل من يعتدي على غيره يكون اعتداؤه عدواناً وظلماً وبغياً، أما الجهاد في سبيل الله فيعني الدفاع عن الأرض والمقدسات والكرامة الإنسانية". وسئل طنطاوي عن التحالف الدولي من أجل مكافحة الارهاب، والذي تدعو إليه اميركا فأجاب: "لا يجوز شرعاً لأي دولة إسلامية أن تدخل في تحالف إلا لنصرة المظلوم أو الدفاع عن الحقوق". وأشاد بموقف الرئيس حسني مبارك لرفضه التحالف، وأضاف: "اذا كان الأمر سيأتي في إطار الشرعية الدولية وتحت مظلة الأممالمتحدة، كما دعا الى ذلك الرئيس مبارك، فإن ذلك يمكن أن يردع الإرهاب". وتابع أن مصر "حذرت منذ اكثر من 15 سنة من خطورة الارهاب، وتجاهلت دول دعوتها وظلت تؤوي الارهابيين على رغم صدور احكام قضائية ضدهم". وأشار الى أن الادارة الاميركية "لها الحق في أن تشتبه في شخص أو جهة، أو أن توجه الاتهامات الى من تريد، ومن حق أي شخص أن يوجه الاتهام الى من ظلمه، ولكن ليس من حق أي دولة أن توقع العقوبة لمجرد الشبهات أو الاتهام". واستغرب "الإقدام على الانتقام من دون أدلة قاطعة تعتمد من جهات قضائية مختصة"، وقال: "نقدر الظروف التي يعيشها الشعب الاميركي بعد الاعتداءات". ورفض الخوض في التبريرات التي يطرحها ابن لادن لمعاداته اميركا، وزاد: "ما يطرحه من الجهاد يعبر عن وجهة نظره ولا ينسحب على باقي المسلمين، والاسلام دين سلام وأمان ولا يجيز الاعتداء على الآخرين، والجهاد لا يكون إلا من أجل الحق". وشدد على ضرورة التفريق بين الارهاب وبين مقاومة الشعب الفلسطيني الاحتلال الاسرائيلي.