يعتبر مجال الافلام التسجيلية من أصعب فنون التعبير السينمائي إذ لم يبرز فيه إلا عدد قليل من المخرجين عبر تاريخ السينما المصرية الطويل. وفي المقدمة عدد من أصحاب الاسماء الكبيرة في هذا المضمار أمثال فؤاد وصلاح التهامي وعبدالقادر التلمساني وسعد نديم وشادي عبدالسلام وناجي رياض. ولد الفنان ناجي رياض في القاهرة العام 1937 وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة حاصلاً على درجة الليسانس في الادب الانكليزي العام 1959، ثم التحق بالمعهد العالي للسينما وتخصص في الاخراج والسيناريو وكانت دفعته هي الاولى التي تخرجت في هذا المعهد العام 1963، وبعد تخرجه عام 1963 عمل في مؤسسة السينما في مجالي الاخراج والسيناريو. واضافة الى عمله في السينما أخرج عدداً من المسرحيات منها "ضحايا الواجب" ليوجين يونسكو ومن ترجمته. ثم عمل مساعد مخرج في هوليوود مع بعض المخرجين الأميركيين. بدأ حياته الفنية بإخراج الافلام التسجيلية وأولها "صديق الحياة" 1964 عن حادثة دنشواي مستخدماً قصيدة صلاح عبدالصبور الشهيرة "شنق زهران" والموسيقى التصويرية والتعبير الحركي لفرقة الفنون الشعبية. ثم قدم فيلم "كا" عن الحضارة المصرية القديمة، ومفهوم الحياة بعد الموت لدى المصري القديم. ثم قدم فيلم "ترنيمة الى القاهرة" مستعرضاً صوراً حية لاحياء القاهرة القديمة، ومدلول اسماء الشوارع القديمة والمعنى الذي ترمز اليه. ثم قدم واحداً من اهم الأفلام عن واحد من أبرز الشخصيات المصرية المعاصرة وهو عميد الصحافة العربية الحديثة مصطفى أمين في فيلم "مصطفى أمين شاهد على العصر". ولم تقتصر اعماله على الافلام التسجيلية بل قدم سبعة أفلام روائية مأخوذة عن أعمال أدبية لكبار الكتاب المصريين امثال "الوصية" لإحسان عبدالقدوس، و"خيال العاشق" لنجيب محفوظ، و"الطقم المذهب" ليوسف جوهر. وكان آخر منصب شغله هو رئاسة المركز القومي للسينما، ونال العديد من الجوائز المحلية والعالمية منها الجائزة الاولى في مهرجان باريس الدولي للافلام القصيرة العام 1977 والجائزة الاولى في مهرجان "كورك" بايرلندا الشمالية العام 1977 والجائزة التقديرية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثاني العام 1989، والجائزة التقديرية في مهرجان الاقصر للافلام التاريخية العام 1980، وارسل له الرئيس الراحل انور السادات خطابي شكر وتهنئة على مجمل أعماله السينمائية.