توفي، أمس الأول، في القاهرة المخرج المصري توفيق صالح عن 87 عاما قضى منها أكثر من نصف قرن مدرسا للسينما في مصر وخارجها، كما أخرج سبعة أفلام روائية طويلة، آخرها تناول جانبا من السيرة الذاتية لصدام حسين. أخرج صالح أول أعماله «درب المهابيل» عام 1955، ونال عنه جائزة الإخراج في أول مسابقة تنظمها وزارة الثقافة المصرية، كما نال جائزتي الإخراج والسيناريو عن فيلمه الثاني «صراع الأبطال» من تأليفه وإخراجه عام 1961، ومن بين خمسة أفلام أخرجها صالح في مصر اختار نقاد ومخرجون بمناسبة مئوية السينما عام 1996 أربعة أعمال ضمن أفضل قائمة ضمت مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي «درب المهابيل»، «صراع الأبطال»، «المتمردون» و«يوميات نائب في الأرياف»، وكتب صالح عام 1958 قصة فيلم «احنا التلامذة» الذي قام ببطولته عمر الشريف وأخرجه عاطف سالم ويعد أحد كلاسيكيات السينما المصرية. وغادر مصر عام 1969 للعمل في المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وهناك كتب وأخرج فيلم «المخدوعون» عام 1971 عن رواية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني (1936 1972). ونال فيلم «المخدوعون» عددا من الجوائز في مهرجانات عربية وأجنبية، منها التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج بتونس عام 1972، وجائزة لينين للسلام من مهرجان موسكو عام 1973. ثم ذهب صالح إلى العراق عام 1973، ملبيا دعوة لتدريس السينما في أكاديمية الفنون في بغداد، وأخرج بعض الأفلام الوثائقية القصيرة، منها «فجر الحضارة» عن الحضارة السومرية، إضافة إلى الفيلم الروائي الطويل «الأيام الطويلة» عام 1980، وهو جانب من سيرة صدام حين فشلت محاولته عام 1959 في اغتيال عبدالكريم قاسم. وعاد صالح إلى مصر عام 1984، ونال جائزة الدولة التقديرية عام 1996. كما كرمه المهرجان القومي للسينما عام 1999، وصدر عنه بهذه المناسبة كتاب «سينما توفيق صالح» للناقد محسن ويفي، كما كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2009. ولد توفيق محمد صالح أحمد علي في مدينة الإسكندرية الساحلية يوم 27 أكتوبر (تشرين الاول) عام 1926، وتخرج من كلية فيكتوريا بالمدينة نفسها عام 1944، كما درس الأدب الإنجليزي في قسم خاص، في كلية الآداب جامعة فاروق «الإسكندرية حاليا»، وتخرج عام 1949 وسافر إلى فرنسا في العام التالي لدراسة السينما وعاد بعد ثلاثة أعوام.