تشهد مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة تدشين عدد من المهرجانات السينمائية الجديدة التي اختيرت لها مدن سياحية في المقام الأول بعيدًا عن العاصمة التي كانت تضم معظم المهرجانات الدولية في السابق. ستقام المهرجانات الثلاثة الجديدة في: الغردقةوالأقصر، وأما الثالث فسيقام في شرم الشيخ، لتنضم إلى مهرجانات قائمة في القاهرة والأسكندرية والإسماعيلية. وقررت وزارة الثقافة المصرية في شهر مارس الماضي إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي والمهرجان القومي المصري للسينما ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة بسبب الإنفلات الأمني ونقص التمويل الناجم عن الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في ظل معارضة واسعة من السينمائيين المصريين لقرار الإلغاء. مهرجان الغردقة السينمائي سوف يُخصص للأفلام الأفريقية والأوروبية وتنظمه جمعية كتّاب ونقاد السينما المصرية المنظمة لمهرجان الأسكندرية أيضًا ويرأسه الناقد وكاتب السيناريو وليد سيف. وقد تقرر إقامة المهرجان الجديد بالغردقة على البحر الأحمر في شهر ديسمبر المقبل، ويجري حاليًا التجهيز لبرامجه الرئيسية. أما مهرجان الأقصر، فسيُخصص للسينما الأفريقية، ومن المقرر اقامته في شهر فبراير 2012 ليضع المدينة التي تضم أكبر متحف مفتوح للأثار الفرعونية في العالم على خريطة المهرجانات السينمائية الدولية للمرة الأولى. يدير المهرجان كاتب السيناريو سيد فؤاد ويتولى اختيار وتنسيق الأفلام المشاركة فيه لجنة مشاهدة تضم المخرجين المصريين سعد هنداوي وهالة خليل وبدأ عمل اللجنة منتصف الشهر الجاري. يرأس مهرجان شرم الشيخ الفنان المصري محمود قابيل، وهو أول مهرجان سينمائي في المنتجع المصري الأشهر، وقالت إدارة المهرجان إن الدورة الأولي له ستقام في الفترة من 19 إلى 25 مارس من العام المقبل وأنه تقرر دعوة نجم عالمي ليكون ضيف شرف الدورة الأولى، حيث تم طرح اسم ميل جيبسون ليكون هذا النجم لكن لم يتم الاتفاق معه بعد. وكانت مدينة الاسكندرية قد شهدت قبل أيام فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان الأسكندرية لسينما البحر المتوسط، وهو الأول الذي يقام في مصر بعد الثورة المصرية التي انطلقت في نهاية يناير الماضي. وشاركت 16 دولة عربية وأوربية في المهرجان الذي أهدته إدارته إلى أرواح شهداء الثورة المصرية وخصّصت قسمًا خاصًا لأفلام الثورة وأقامت ندوة كبيرة عن تأثيرها السينمائي وقد حلت دولة تركيا ضيف الشرف الرئيسي للمهرجان. وتحول حفل افتتاح المهرجان إلى احتفالية بالثورة المصرية ورموزها، وقُدم استعراضًا في الافتتاح من إخراج عصام الشماع عبارة عن عرض موسيقي راقص يجسّد الأحداث والشخصيات المهمة في التاريخ المصري التي اعتبرها العرض بمثابة ارهاصات ثورية، بدءا من حادثة دنشواي عام 1906 مرورا بثورة 1919 وثورة 1952 وصولا إلى ثورة 25 يناير 2011، كما ضم العرض مشاهد من أبرز الأفلام المصرية، ومنها: «رد قلبي»، و»شيء من الخوف»، و»غريب في بيتي»، و»بين القصرين» وتقديم أغنيات لسيد درويش وأشعار لصلاح جاهين. كما طالب مخرج فيلم الافتتاح (كف القمر) خالد يوسف بالإفراج عن أحد صنّاع السينما الشباب وهو فادي السعيد الذي تم احتجازه منذ القبض عليه خلال أحداث جرت أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة قبل نحو شهر، وطالب يوسف المجلس العسكري الحاكم في مصر بالإفراج عن كل المحتجزين والتوقف عن محاكمة المدنيين عسكريا. وكما اشار «الأربعاء» في عدد الأسبوع الماضي، كرّم المهرجان النجم الفنان يحيى الفخراني، والفنانة الكبيرة زهرة العلا، والمخرج سمير سيف، والناقدة ماجدة موريس، وكاتب السيناريو بشير الديك، ومصمم الديكور الإيطالي أورفالدو ديزيديري، والممثلة اللبنانية كارمن لبس. وأحتفى المهرجان بمرور 100 عام على مولد الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ بعرض فيلمي: «السمان والخريف»، و»ميرامار». تكريم اللبنانية كارمن لبس عبّرت الممثلة اللبنانية كارمن لبس عن سعادتها البالغة بتكريمها في مهرجان الأسكندرية لسينما البحر المتوسط، وقالت إنها تتمنى أن تحقق في مصر نجاحًا سينمائيًا مماثلًا لما حققته في الدراما التليفزيونية من خلال تقديم مجموعة من الأدوار المؤثرة كان آخرها دور المنتجة آسيا داغر في مسلسل «الشحرورة» والممثلة اللبنانية درست المسرح في لبنان قبل أن تخرج لتدرس السينما في أوروبا وتعمل لفترة في فرنسا في حين كانت أبرز أعمالها في المسرح والتليفزيون «نظرا لعدم وجود صناعة سينما حقيقية في لبنان حتى الأن بسبب غياب الدولة عن الصناعة إضافة إلى هيمنة الإعلام الخاص على الإنتاج في لبنان بشكل كبير» وشاركت كارمن في عدد من المسلسلات التليفزيونية المهمة بينها: «البوابة الثانية» مع نبيلة عبيد و»الهروب إلى الغرب» ثم «أبو ضحكة جنان» عن سيرة الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين الذي قدمت فيه دور بديعة مصابني و»الشحرورة» الذي قدمت فيه دور آسيا داغر.