سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معلقون اعتبروا أن شارون لا يملك أي تصور لليوم الذي سيلي انتهاء عملية "الجدار الواقي". توقعات اسرائيليةبأن تدفع الدولة العبرية ثمناً باهظاً بعد سحب قواتها من جنين
فيما رأى عدد من المعلقين في الصحف العبرية في عملية المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين، أول من أمس التي أوقعت 14 جندياً اسرائيلياً، ضربة قوية للجبروت العسكري ومسّاً بهيبة أحد أعتى الجيوش في العالم، انبرى آخرون ليقللوا من شأنها زاعمين أن أخلاقيات جنود الاحتلال "الذين يتجنبون المس بالمدنيين" كلفت ثمناً باهظاً... لكن جميعهم طرحوا السؤال: ماذا بعد الانتهاء من العملية العسكرية الحالية مشككين في وجود مشروع سياسي جدي لدى رئيس الحكومة ارييل شارون لإنهاء النزاع. ورأى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان المعركة على مخيم جنين حسمت، على رغم انها لم تنته تماماً "بثمن باهظ دفعه الجيش بأكثر من 20 قتيلاً". وقال ناحوم بريناع في "يديعوت احرونوت" ان حجم الخسائر "أعاد الى اسرائيل أجواء الانقباض والشعور بالنحس الذي لازمها مع كل عملية انتحارية". وزاد ان نجاح عملية "الجدار الواقي" أو عدمه خاضع للسؤال: ماذا أعطت العملية لاسرائيل في الناحية الأمنية وبأي ثمن، متوقعاً أن تدفع اسرائيل ثمناً باهظاً آخر بعد انسحابها من جنين حين يدفن الفلسطينيون موتاهم أمام الكاميرات في قبور جماعية و"يدعون" ان اسرائيل ارتكبت مجزرة جماعية على غرار مجزرة صبرا وشاتيلا. وأنهى ان قادة عسكريين يفكرون بضرورة نقل الجثث الفلسطينية الى داخل اسرائيل "وفي حال لم تجد اسرائيل السبيل لدفنهم بشكل محترم فإنهم هم الذين سيدفنونها". وانتقدت الصحافية سيما كدمون التعتيم الإعلامي على ما يدور في البلدات الفلسطينية "بعيداً عن بيتنا مسافة كيلومترات قليلة" وشككت في جدوى العملية العسكرية الحالية "على رغم أن عدم وقوع عمليات انتحارية في الأيام العشرة الأخيرة أوهمنا بأن الحرب حققت أهدافها... والهدوء في بلداتنا خدّر حواسنا حتى أفقنا أمس من نومنا". وأنهت ان شارون لا يملك أي تصور لليوم الذي سيلي انتهاء العملية. وتحت عنوان "حزننا واسطورتهم" كتب المعلق السياسي في "معاريف" حيمي شليف يقول ان العالم لن يتأثر بسقوط الجنود الاسرائيليين وجنين ستبقى في ذاكرته ليس بسبب الخسائر الاسرائيلية انما بسبب صور الدمار والقتل للفلسطينيين، التي ستملأ شاشات التلفزة في الأيام المقبلة، أما بالنسبة الى الفلسطينيين فسيذكرونها ويعتبرونها ابتداء من اليوم عاصمة المقاومة البطولية. وتابع ان الرئيس الفلسطيني حقق انتصاراً مزدوجاً في جنين وفي القاهرة حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول انه سيلتقيه "على رغم أنف اسرائيل" وان هذا اللقاء يعني اختراق الحصار الذي فرضه شارون على الرئيس الفلسطيني "وسترتسم ابتسامة عريضة على وجهه". وتابع ان اسرائيل أعدت جيداً خطة اقتحامها لمناطق السلطة الفلسطينية لكنها لم تعد خطة للانسحاب "ما يعني ان خيار فرض المجتمع الدولي تسوية على طرفي النزاع أصبح واقعياً، خصوصاً حيال غياب موقف سياسي للحكومة الاسرائيلية".