بيروت - "الحياة" - بحث رئىس الجمهورية اللبنانية اميل لحود مع البطريرك الماروني نصرالله صفير في "الأجواء الايجابية التي سادت اجتماعات القمة العربية والقرارات التاريخية التي صدرت عنها ومواقف لبنان من المواضيع التي طرحت فيها ولقيت اجماعاً عربياً وخصوصاً ما يتعلق منها بضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى مع الوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة ومنها لبنان". وكان لحود زار الصرح البطريركي في بكركي لمناسبة عيد الفصح الذي احتفلت به الطوائف المسيحية ذات التقويم الغربي، وعقد مع صفير خلوة استمرت ساعة أجريا خلالها جولة افق تركزت على الأوضاع الداخلية والتطورات الأقليمية. وأكد بيان صادر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية ان "الرأي كان متفقاً على ضرورة تعزيز الوضع الداخلي في ظل المناخات الايجابية التي سادت خلال القمة العربية، والتضامن العربي الواسع مع لبنان". وأشار الى ان البحث بين لحود وصفير تركز على "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وضرورة الاسراع في تطبيق الاجراءات اللازمة لمعالجتها في مختلف المجالات، اضافة الى التطورات في الأراضي الفلسطينية". وبعد الخلوة ترأس صفير قداساً ألقى خلاله عظة توجه فيها الى لحود بالقول: "نأمل بأن تسهروا انتم ومعاونوكم في جو من التعاون المخلص على سير الدولة في الطريق الصحيح، وبخاصة على سير العدالة فيها بما عرفتم به من وعي وحزم تجليا في رئاستكم لاجتماع القمة العربية في العاصمة اللبنانية منذ يومين، وكانت على حد قول أحد اقطابها من أنجح القمم العربية"، متمنياً أن "يحل السلام في قلوبنا جميعاً وفي ربوعنا، وفي وجه خاص، في أرض ولد فيها السيد المسيح هي اليوم مسرح أحداث دامية تتواصل معها جلجلته الرهيبة في طريقة مأسوية لا يعرف أحد كيف والى اين ستجر المنطقة والعالم". وتابع "نسأل الله ان يمكنكم من ان تعيدوا الى لبنان كل مقوماته ليحتل مقعده مجدداً في مجموعة الأمم، ويستقطب في عهدكم ثقة جميع ابنائه ليقبلوا في رعايتكم على المشاركة في انهاضه وان يسدد خطاكم الى ما فيه عزة لبنان". ودعا الى "نبذ الاحقاد وجمع الصفوف وعقد الخناصر على العمل معاً في سبيل انقاذ لبنان وتوطيد ثقة ابنائه به، على اختلاف مشاربهم وطوائفهم". وقال "ما من وطن يحيا ويزدهر الا بتضحيات جميع ابنائه من أجله، وبوقفتهم وثقتهم به وبمستقبلهم"، مؤكداً ان "من لا ثقة له بوطنه لا يمكن ان يكون له وطن". وقال كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس آرام الأول في عظة: "ان اليأس بدأ يسيطر على حياتنا من هاجس الأزمة الاقتصادية. ويجب ان نتجاوز الصعوبات ونعيد تنظيم أوضاعنا". وقال: "ان اسرائيل تقتل الفلسطينيين أمام أعين العالم. نحن ضدّ العنف وضد الارهاب بكل وجوهه، الا ان الدفاع عن الوطن حق عادل ومقدس". واستنكر التدهور الخطير في الأراضي الفلسطينية، داعياً الى "استنفار كل الجهود لوضع حدٍ للعنف لأنه لا يولد الا العنف ويؤدي بالمنطقة الى شفير الهاوية". ورحب بمقررات القمة العربية، مؤكداً ان "على اسرائيل ان تنسحب من الأراضي العربية المحتلة وتعترف بالدولة الفلسطينية".