سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ركز على انفتاح الأسد داعياً إلى عدم الاستعجال في الضغط عليه . الحريري يترقب عظة صفير الأحد بعد المصارحة بينهما : ننظر إلى أوضاع المنطقة وما لم نتفق عليه قليل جداً
} ينتظر رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري عظة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، بعد غد الأحد، ليتلمس من خلالها مدى انعكاس لقائه المطوّل معه أمس، والذي سادته مصارحة واسعة، تهدئة في الخطاب السياسي لبكركي، خصوصاً حيال الوجود السوري والعلاقات بين لبنان وسورية. واذ ساد التكتم على ما دار في الخلوة التي استمرت ساعة ونصف الساعة بين الرجلين، لمناسبة تهنئة الأول الثاني بعيد الميلاد، فإن المصادر التي تسنى لها الاطلاع على جانب منها أكدت ارتياح الحريري وصفير الى ما دار خلالها. وهو لقاء عقد بعد أربعة أيام على الخلوة التي جمعت رئيس الجمهورية اميل لحود مع صفير الاثنين الماضي ودامت أيضاً ساعة وربع الساعة على هامش حضور الأول القداس لمناسبة الميلاد في الصرح البطريركي. فلحود أكد لصفير أهمية وحدة الموقف اللبناني في معالجة المواضيع المصيرية، من العلاقة مع سورية وصولاً الى مخاطر توطين الفلسطينيين المطروحة الآن في محادثات التسوية على المسار الفلسطيني، وأبلغه ان الرئيس السوري بشار الأسد مع كل ما يؤدي الى تخفيف معاناة لبنان في ظل علاقة الثقة المتبادلة بين الدولتين. وأكد لحود أنه مستعد لتوضيح أي أمر اذا اراد البطريرك اثارة الشكاوى التي يتلقاها من المواطنين. وفي لقاء أمس مع صفير، ركز رئيس الحكومة على نقاط عدة أبرزها ضرورة عدم التعامل مع سورية بالضغط خصوصاً أن هناك قيادة جديدة تسعى نحو الانفتاح والتغيير ويجب اعطاؤها الوقت الكافي وعدم استعجال الأمور معها، خصوصاً ان الأسد يجري حواراً يتناول كل قضايا العلاقات الثنائية مع سائر القادة اللبنانيين، لوضع اليد على الثغر فيها، تمهيداً لمعالجتها، كما سبق ان أعلن. وركز الحريري مع صفير على ضرورة اعطاء الأولوية للمواجهة المشتركة العربية والسورية - اللبنانية للتطورات الدقيقة في المنطقة، بدلاً من تركيز صفير على موضوع الوجود السوري لأن التضامن الداخلي، والتضامن اللبناني - السوري يسمح بدرء الاخطار عن لبنان. مصادر الحريري قالت ل"الحياة" انه لم يتناول مع صفير أية خطوات اجرائية، للحوار بين دمشق والبطريركية، خصوصاً أنه قال في تصريحه ان المواضيع التي لم يشملها التوافق كانت قليلة. وعلّق صفير أمام من سأله عن مدى صحة التوافق على معظم المواضيع، بالقول: "صحيح". عقد رئيس الحكومة رفيق الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير أمس خلوة في بكركي، استمرت ساعة ونصف الساعة، تناولت مختلف القضايا المطروحة في لبنان. وقال الحريري الذي زار بكركي للتهنئة بعيد الميلاد، يرافقه مستشاره داود الصايغ: "تبادلنا التهاني بالأعياد، لأن كل اعياد اللبنانيين هذه السنة متقاربة في مواعيدها. وناقشنا مختلف القضايا التي تهمهم. وكانت الآراء في كثير من الأمور، أن لم يكن في معظمها، متطابقة". وسئل: هل حملت أي مبادرة بالنسبة الى الأوضاع، الى غبطته؟ أجاب "البلد لا ينقصه مبادرات، وقد ناقشنا مختلف الأمور، وأعتقد ان الوضع الاقليمي يجعل الجميع يدرك أن المرحلة حساسة جداً، وأن هناك أموراً عدة تشهدها المنطقة وتجب مراقبتها بدقة، ومحاولة السير بلبنان حتى يصل الى ما يشتهيه ويحقق آمال جميع أبنائه. وهل يفهم من كلامه ان لغة بكركي ستتغير؟ أجاب "بكركي لها لغتها وهذا السؤال يوجه الى غبطته، ولكن من دون أدنى شك، نحن من جهتنا وغبطته من جهته ندرك جميعاً ان المرحلة مختلفة في ظل المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية، لأن نتائجها ستلقي بظلالها على المنطقة. وهذا الأمر يجعلنا جميعاً ننظر الى الأوضاع في المنطقة نظرة موحدة وتحليلنا واحد وهو انها تمر بمرحلة حساسة". وهل يعني هذا ان موضوع الوجود السوري كما طرحه صفير مؤجل وكذلك موضوع المفقودين وملفات أخرى؟ أجاب "في الحقيقة هذا الأمر موجود في الاعلام لأنه موجود في العالم السياسي، ولكن من دون شك الموضوع الاقليمي الآن يفرض نفسه في وسائل الاعلام المحلية والأجنبية". وهل زيارته بكركي أمس استكمال لزيارة رئيس الجمهورية اميل لحود لها الاثنين الماضي؟ أجاب "طبعاً، نحن والرئيس لحود على تنسيق تام في كل الأمور، وما طرحه جيد، وكما فهمت من فخامته ومن غبطة البطريرك ان اجتماعهما كان ايجابياً جداً. في بكركي ارتياح إلى الاجتماع. وتحادثت مع فخامة الرئيس وأعطاني الانطباع نفسه". وهل من اتفاق تام بينه وبين صفير على التفاصيل؟ أجاب: "العلاقة مع غبطته تتسم باستمرار الاحترام والمحبة. نحن نتفق في أمور عدة ولا نتوافق على أمور أخرى. وأنا مرتاح الى ان الأمور التي لم نتوافق عليها قليلة جداً وقد تكون أهميتها قليلة". وعن الحوادث الأمنية التي حصلت أخيراً، خصوصاً ظهور الشيخ صبحي الطفيلي علناً وحادث بلدة القليعة، قال الحريري: "قبض على كل المشتركين في حادث القليعة علماً ان المنطقة وضعها حساس على الحدود، وخلال اجتماعنا مع البطريرك سمعنا خرقاً لجدار الصوت، فإسرائيل تعتدي على لبنان ولا أحد يستطيع القول إنها أوقفت اعتداءاتها. وفور حصول الحادث أول من أمس تحركت الحكومة في سرعة وكان وزير الداخلية الياس المر على اتصال دائم، وبالتالي لم ينقض الليل حتى أودع السجن كل من اشترك في الحادث وسلموا الى الهيئات القضائية. أما بالنسبة الى موضوع الشيخ الطفيلي فسيبحث فيه فوراً بعد الأعياد". وعن الوضع الاقتصادي، قال: "العمل في لبنان مشترك ولا يمكن ان يقوم على شخص واحد، وهو قائم بالتعاون مع فخامة الرئيس ومجلس الوزراء والمجلس النيابي والقوى السياسية كافة. نحن لدينا رؤية عبّرنا عنها بوسائل عدة، خصوصاً في البيان الوزاري الذي اشترك الجميع في اعداده. وأعطانا المجلس النيابي الثقة على أساسه. اعتقد ان الخطوات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن لاقت قبولاً من الشعب اللبناني. وهناك خطوات كثيرة مقبلة نتمنى ان تلاقي القبول نفسه أما موضوع الاستثمار فمرتبط بعوامل عدة نحاول توفيرها بدءاً من ثبات التشريع وسهولة المعاملات والحصول على التراخيص ووجود مشاريع واضحة للاستثمار، ورؤية عامة من الدولة والبلد الى مستقبل لبنان على الصعيد الاقتصادي على الأقل. وأعتقد ان هذا الأمر متوافر اليوم، وهناك مؤسسة تشجيع الاستثمارات ايدال التي تعيد النظر في قانونها لاعطائها صلاحيات أكثر لتشجيع الاستثمار والمستثمرين في البلد". واعتبر الحريري ان "بالرؤية الواضحة الموجودة لدى الحكومة وبالتفاهم التام مع الرئيس لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ستسير كل الدولة في اتجاه واحد واضح، هو فتح البلاد من اجل مزيد من الاستثمارات وتشجيع الحركة الاقتصادية في كل الاتجاهات"&. وسئل: هل نستطيع القول ان "نداء المطارنة" ما زال موضع خلاف بينه وبين صفير؟ اجاب: "إن موضوع النداء اخذ جدلاً كبيراً في هذا الاطار، ونحن على أبواب سنة جديدة ومرحلة جديدة، وعلينا ان ننظر الى الامام خصوصاً اننا امام مرحلة اقليمية دقيقة". وعن التوطين، قال: "هناك اجماع على رفضه. وفي كل الاتصالات التي اجريناها وأجراها فخامة الرئيس مع قيادات العالم أوضحنا هذا الأمر، وما لمسناه على الأقل من خلال الكلام الذي سمعناه ليس فقط من الأميركيين، بل ومن الفرنسيين والمصريين والسعوديين والقوى الدولية كافة، ان هناك تفهماً لوضع لبنان بالنسبة الى موضوع التوطين، وبالتالي فإن لبنان يرفض التوطين بكل فئاته من دون تمييز وأعتقد ان هذا الأمر أعطى مفعوله في الخارج، وبات ينظر الى الإخوان الفلسطينيين المقيمين في لبنان نظرة مختلفة عن بقية الأجزاء في العالم العربي"&. وأبقى صفير لحود والصايغ على الغداء.