لندن - "الحياة" - أفادت صحيفة "دايلي تلغراف"، في تقرير نشرته أمس على صفحتها الاولى تحت عنوان "بدء العد التنازلي للحرب على صدام"، ان الولاياتالمتحدة اطلقت عملية التهيئة لاطاحة الرئىس العراقي بتقديم أدلة الى مجلس الامن اول من امس تبيّن ان نظامه اساء استخدام مساعدات انسانية لتعزيز قدراته العسكرية. وعرضت الصحيفة خيارات خمسة للتعامل مع العراق مطروحة أمام ادارة الرئيس جورج بوش. وجاء في التقرير ان واشنطن تريد ان تطلب الاممالمتحدة مجدداً السماح بعودة مفتشي الاسلحة الدوليين الى العراق، لكنها "تأمل بأن يرفض صدام ذلك ويوفر بالتالي ذريعة الحرب". ونقلت الصحيفة عن مصدر في الإدارة قوله ان واشنطن لم تشك ابداً في ان بريطانيا ستشارك في حملتها "العراقية". وعلى رغم امتناع المسؤولين البريطانيين، مثل نظرائهم في وزارة الخارجية الاميركية والبنتاغون، عن الانجرار الى نقاش علني حول المسألة، فانهم يقرون بأن رئيس الوزراء توني بلير "ربط نفسه على نحو وثيق بالحرب ضد الارهاب الى درجة انه لم يعد بإمكانه التردد". ومن المقرر ان يتوجه بلير الى واشنطن الشهر المقبل للقاء بوش واجراء محادثات وصفت بأنها "قمة حرب". وكتبت "دايلي تلغراف" ان الحكومة البريطانية تعد ملفاً عن الصلات "الارهابية" للنظام العراقي ومساعيه لانتاج اسلحة نووية وكيماوية وجرثومية. ورجحت ان يُنشر هذا التقرير قبل أي تحرك عسكري. وأشارت الى ان النقاش في واشنطن تحول في شكل حاسم، منذ إدراج بوش العراق ضمن "محور الشر"، من الجدل حول هل ينبغي اطاحة صدام، الى كيف ومتى. وأوردت الصحيفة ان كبار المسؤولين الأميركيين يلزمون الصمت عملياً في شأن النقاش المحتدم بين اجهزة الادارة. ولفتت الى انه حتى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، الذي يُعرف بميله الى الكلام، يبدو ملتزماً بصرامة عدم التعليق على الموضوع. ونقلت عن مسؤول اميركي ان صمت رامسفيلد ذو دلالة بالغة الأهمية. وان "مناقشات في منتهى الجدية" مستمرة في واشنطن. وتابع ان "الرئيس طلب وضع خطط لخيارات، لكن هذا كله محصور في أعلى المستويات" في الادارة الأميركية. خيارات وعرض التقرير خمسة خيارات امام الادارة لاطاحة صدام، مشيراً الى ان الخطة النهائية قد تجمع بين عناصر من خيارات. فهناك "النموذج الافغاني"، الذي يتبناه البنتاغون، ويتضمن استخدام القوات الخاصة والقوة الجوية وانتفاضات شعبية بقيادة "المؤتمر الوطني العراقي". وعلى رغم ان هذه الخطة تحظى بتأييد قوي من القادة المدنيين للبنتاغون، فان كبار الضباط ما زالوا ينظرون بتشكيك. وتتبنى وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي فكرة تدبير انقلاب ينفذه جنرالات من السنّة من داخل الحلقة الضيقة التي تحيط بصدام، وقد يتضمن ذلك عملية اغتيال. لكن المشكلة تكمن في معرفة من سيخلف صدام، واحتمال ان يبقى نظامه سالماً او يُستبدل بنظام "لا يقل بشاعة". اما الخارجية الاميركية فتؤيد اللجوء الى ضغوط ديبلوماسية تشمل استخدام "عقوبات ذكية" والمطالبة بعودة مفتشي الاسلحة، والعمل الدؤوب لكسب التأييد في اوروبا والشرق الأوسط. ولا تستبعد اللجوء الى العمل العسكري اذا اُستنفدت الوسائل الاخرى. وتُطرح فكرة غزو بري للعراق، تقتضي نشر قوة من 300 الف جندي مع إسناد جوي. وفي مثل هذا السيناريو ستعطى جماعات المعارضة دوراً ثانوياً. لكن تنفيذ الخطة سيستغرق شهوراً ويقتضي بناء تحالف واسع. ويجادل معارضو هذه الفكرة بأن دعاتها يطرحونها لاغراضٍ تكتيكية ولا يريدون حدوث شيء. "عصابة الأربعة" ويُعرف الخيار الاخير ب"عصابة الأربعة"، ويحظى بتأييد "بعضهم" داخل "سي آي أي". وأفادت الصحيفة انه يتضمن استخدام قوات خاصة اميركية لدعم تحالف واسع للمعارضة خارج اطار "المؤتمر" العراقي. ويضم هذا التحالف الحزبين الكرديين، الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق وحركة "الوفاق الوطني العراقي".