وصلت مجموعة من العسكريين الأميركيين الى العاصمة الجورجية أمس في زيارة وصفت بأنها استطلاعية، فيما بدأ فريق من الخبراء بتفقد قاعدة فارزياني التي توقعت مصادر روسية ان تكون اول قاعدة تتمركز فيها القوات الاميركية على الاراضي الجورجية، فيما لوحت موسكو بإعلان الاعتراف باستقلال أوسيتيا وأبخازيا، ما أثار غضب تبليسي. وأعلن مصدر عسكري جورجي ان مجموعة من العسكريين الأميركيين وصلت الى جورجيا "للتعرف عن كثب" على الأوضاع في المنطقة ودرس الخطط لبدء تدريب وحدات من القوات الخاصة الجورجية. ونقلت تقارير من تبليسي ان خبراء أميركيين تفقدوا قاعدة فارزياني التي غادرتها قوات روسية أخيراً، مشيرة الى ان القاعدة ستتحول مركز تدريب القوات الجورجية. وكان مراقبون روس رجحوا ان تحل قوات اميركية في القاعدة التي ستكون اول قاعدة سوفياتية سابقة تتمركز فيها القوات الاميركية منذ دخولها الى قواعد عسكرية في قيرغيزيا وأوزبكستان. من جهة أخرى، ذكر مستشار الرئيس الجورجي للشؤون الخارجية شالفا بيتشخادزه ان توثيق التعاون مع الولاياتالمتحدة سيسهل على جورجيا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي وهي الرغبة التي كانت تبليسي اعلنتها في وقت سابق. وأكد بيتشخادزه ان بلاده لن تتراجع عن قرارها بتقديم طلب الانضمام سنة 2005، مشيراً الى الجهود التي تقوم بها لتدريب قواتها المسلحة بحسب معايير الحلف بما في ذلك المساعدات التي تتلقاها من عدد من دول الحلف وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وسارت تبليسي امس خطوة جديدة على طريق ترسيخ تعاونها مع الولاياتالمتحدة. اذ وقّع الرئيس ادوارد شيفاردنادزه قراراً بتعيين سفير جورجيا السابق في الولاياتالمتحدة تيدو جاباريدزه سكرتيراً لمجلس الأمن القومي الجورجي خلفاً للسكرتير السابق نوغزار ساجدايا الذي انتحر في ظروف غامضة الشهر الماضي. ويُعد هذا المنصب الاهم في المؤسسة الحاكمة بعد الرئيس. وعزا شيفاردنادزه اختيار جاباريدزه الى خبرته بالعلاقات الجورجية - الأميركية. ويرى مراقبون في موسكو ان سياسة شيفاردنادزه تسير نحو ترسيخ وجود عسكري طويل الأمد للولايات المتحدة في المنطقة. وأبلغ "الحياة" رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما ديمتري روغوزين: "ان السبب الحقيقي وراء ظهور الأميركيين في منطقة القوقاز لا يزال خفياً"، مشيراً الى ان شيفاردنادزه كان تحدث في البداية حول تدريب وحدات لمكافحة الارهاب، لكنه عاد للتشديد على استبعاد عمليات عسكرية في وادي بانكيسي. واشار روغوزين الى ان المقاتلين الشيشان الذين كانوا هدفاً محتملاً للعملية العسكرية في المنطقة أعلنوا "استعدادهم للتعاون في مكافحة الارهاب". وتساءل عن الهدف الحقيقي وراء تجهيز وحدات مكافحة الارهاب، مرجحاً ان يكون الوجود الاميركي في المنطقة يتجه الى اعداد الظروف الملائمة لبدء عمليات عسكرية ضد ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية، اضافة الى امكان وجود "نوايا أبعد من ذلك" مثل استهداف إيران أو العراق. الى ذلك، صوّت مجلس الدوما الروسي البرلمان بغالبية كبيرة اول امس على قرار نص على امكان "النظر في وضع جمهوريتي ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية في ضوء التطورات في المنطقة"، وهو الامر الذي رأى فيه المحللون تلويحاً بإعلان الاعتراف باستقلال الجمهوريتين. وأثار القرار غضب تبليسي ووصفه ناطق باسم الخارجية الجورجية بانه "تدخل سافر في الشؤون الداخلية لجورجيا". وهاجم الرئيس الجورجي القرار، لكنه اشار الى ثقته بالتطمينات التي حصل عليها من الرئيس فلاديمير بوتين باحترام "وحدة وسلامة الاراضي الجورجية". غير ان مراقبين في موسكو اشاروا الى ان قرار مجلس الدوما حظي بغالبية كبيرة بعد ان وافقت عليه اكبر الكتل البرلمانية ومنها كتلتا "الوحدة" و"الوطن" المواليتين لبوتين.