انتحر سكرتير مجلس الأمن القومي في جورجيا نوغزار ساجدايا في مكتبه إثر نشر أنباء عن تورطه في تنظيم حملة اغتيالات لتصفية خصوم الرئيس ادوارد شيفاردنادزه، فيما لم يستبعد احتمال قتله للتخلص من شاهد من "حملة الأسرار العليا". ويعد ساجدايا أقرب مساعدي الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه وعمل منذ عام 1995 سكرتيراً لمجلس الأمن القومي وتولى الكثير من المهمات السرية والحساسة. ورافقت حادث انتحاره ظروف غامضة، إذ ذكر ان حراسه سمعوا صوت طلق ناري من مكتبه حيث وجد مصاباً بجرح بليغ في الرأس ولم يتمكن الأطباء في المستشفى من إسعافه. وذكر لاحقاً ان النيابة العامة تعتبر ان الانتحار "ليس الاحتمال الوحيد" في اشارة الى ان ساجدايا ربما قتل. وكانت جورجيا شهدت طوال الأسبوع الأخير صراعاً إعلامياً ضارياً إثر اعلان النائب في البرلمان المحلي بوريس كاكوبافا عن وجود براهين دامغة على تورط ساجدايا ومدير جهاز الاستخبارات افتانديل يوسيلياني في تنظيم "تصفيات سياسية" كان بين ضحاياها اول رئيس لجورجيا المستقلة زفياد غمساخورديا والسياسي المعروف غيورغي تشانتوريا وغيرهما. كما اتهم مسؤولا جهازي الأمن والاستخبارات بتدبير "سيناريو محاولة اغتيال" كان ذكر ان شيفاردنادزه تعرض لها وجرت إثرها تصفيات للمعارضة. ووصف ساجدايا الاتهامات بأنها "إرهاب معنوي" وذكرت صحيفة "غازيتا رو" الإلكترونية انه طلب من شيفاردنادزه ان يرد علناً عليها إلا ان الأخير امتنع. وافترضت الصحيفة ان تكون السلطة علمت بأن الوثائق التي تحدث عنها النائب كاكوبافا موجودة فعلاً وسيكون كشفها فضيحة كبرى. إلا ان الناطق الرسمي باسم رئيس الدولة كاخا ايمانيدزه نفى هذا الاحتمال وقال إن "لا وجود اطلاقاً" لبراهين على تورط السلطة في جرائم سياسية. وأضاف ان ساجدايا "ضحية ارهاب معنوي ضد جورجيا كلها" واتهم اجهزة الإعلام المحلية بأنها أصبحت "اداة طيعة في يد قوى تواصل حربها على السلطات الحالية" في الجمهورية. ومعروف ان العلاقات بين جورجيا وروسيا توترت في الآونة الأخيرة حينما وجهت موسكو اتهامات الى الجورجيين بإيواء مقاتلين شيشانيين في وادي بانكيسي. وأعلن وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان ان اسامة بن لادن قد يكون في بانكيسي ولمحا الى ضرورة القيام بعملية عسكرية في تلك المنطقة. ورد المسؤولون الجورجيون، وبينهم ساجدايا، بعنف على تلك الاتهامات وقال شيفاردنادزه متهكماً ان بن لادن قد يكون متخفياً في منزل تقيم فيه والدة وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في جورجيا. ولاحتواء الأزمة توجه الى تبليسي رئيس هيئة وزارة الأمن الفيديرالية نيكولاي باتروشيف بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين ونفى وجود معلومات عن اختفاء بن لادن في جورجيا. وقبل ساعة من الإعلان عن مصرع ساجدايا ألقى شيفاردنادزه خطابه الإذاعي الأسبوعي وقال فيه ان بلاده لن تقبل مشاركة روسية او اميركية في عمليات عسكرية ضد المقاتلين في وادي بانكيسي لكنه شدد على ضرورة "مكافحة الإجرام" في هذه المنطقة، وطلب مساعدة "إعلامية وفنية" من الولاياتالمتحدة. ويفتح مصرع ساجدايا الباب على احتمالات عدة بينها اعادة هيكلة القيادة في جورجيا أو مراجعة علاقاتها الخارجية.