نيودلهي - أ ف ب - تعكس المواجهات الدامية بين الهندوس والمسلمين في ولاية غوجارات الهندية خلال الايام الخمسة الماضية والتي اوقعت قرابة 500 قتيل، تراكمات للتوتر التاريخي التقليدي بين الغالبية الهندوسية والاقلية المسلمة في البلاد. وهذه المواجهات الطائفية الاعنف منذ 1992 في دولة تعتبر رسمياً دولة علمانية. ويمثل الهندوس 80 في المئة من سكان الهند، فيما لا يمثل المسلمون 134 مليون نسمة سوى 12 في المئة، وهم الاقلية الكبرى في البلاد. وتشكل ولاية كشمير وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات الغالبية المسلمة، مصدر نزاع دام بين الهند وجارتها المسملة باكستان التي ولدت بعد تقسيم البريطانيين شبه القارة الهندية عام 1947. وتسببت كشمير في اندلاع ثلاث حروب بين نيودلهي وإسلام آباد. واندلعت موجة العنف الطائفية في أحمد آباد اثر هجوم شنه مسلمون الاربعاء الماضي، على قطار كان يقل متطرفين من الهندوس عائدين من تجمع ديني في ايوديا في ولاية اوتار براديش شمال. وكانت ايوديا في كانون الاول ديسمبر الماضي، مسرح لأخر موجة للعنف بين الهندوس والمسلمين في الهند، بعد اقدام متطرفين هندوس على تدمير المسجد البابري هناك، ما اسفر عن مقتل الفي شخص. ويعود الخلاف على المسجد الى 1986 عندما سمح رئيس الوزراء آنذاك راجيف غاندي باعادة فتحه بعدما ظل مغلقاً منذ 1949. ويؤكد الهندوس ان المسجد بني في القرن السادس عشر على موقع لمعبد هندوسي. وفي السادس من كانون الاول 1992 هاجم آلاف المتطرفين الهندوس بالفؤوس والمعاول المسجد الذي دمر في ساعات قليلة، رافضين الاصغاء لنداءات المسؤولين الداعية الى ضبط النفس. وردت الحكومة آنذاك باقالة الحكومة المحلية في اوتار براديش التي شكلها الحزب الهندوسي المتطرف بهاراتيا جاناتا الذي كان وراء الحملة. ومنذ ذلك التاريخ ومشروع الهندوس اقام معبد على انقاض المسجد يؤجج التوترات الطائفية. واعتبر قسم من اليمين المتطرف الهندوسي بان السلطة خانته لأنها ما انفكت تؤجل اعادة بناء المعبد.