جلس الرسام محمود قارة 100 عام في مدخل "غاليري السعدي"، المطل على البحر في ضاحية قرطاج، حيث تعرض لوحاته، يشرح لزوار معرضه الشخصي الألوان والمواد الخام التي استخدمها. ولد قارة في أواخر كانون الأول ديسمبر العام 1902 وتعاطى الرسم منذ شبابه. ولا يذكر الرقم الذي يحمله هذا المعرض، فهو شارك في كثير فيها، على امتداد عمره. وقال الرسام الذي درس في مطلع القرن الماضي في مدارس مدينته قليبية ل"الحياة" انه تعلم الرسم عندما انتقل الى تونس وتعرف الى رسامين فرنسيين وطليان وتونسيين. وتلقي قليبية التي عاد قارة للاستقرار فيها ظلالاً كثيفة على لوحاته، فهي من أجمل المدن التونسية وتقع في مناطق زراعية خصبة وتشرف على البحر وتحافظ على معالم تاريخية تشهد على الدور الذي لعبته أيام الاحتلالين الاسباني والعثماني في تونس. وأثبت قارة، الذي لم يعد يقوى على الرسم واقفاً، أن الإبداع لا ينضب مع التقدم في السن فهو يأتي دائماً بالجديد ولا يكرر أعماله السابقة. وكانت زيارة رسام مسن آخر هو حاتم المكي الذي يعتبر أحد أكبر الرسامين التونسيين للمعرض مفاجأة مؤثرة لقارة الذي تربطه به صداقة قديمة، لكنهما لا يجدان فرصاً كثيرة للقاء بسبب اقامة الأخير في قليبية.