سائح ايطالي زار الغاليري الوطنية في لندن وفار دمه عندما رأى لوحات علمين من فناني النهضة: رفاييلو سانزيو تحول الى رفاييل في اللوحة المخصصة لاسم الرسام، وتيتزيانو فتشليو بات تيشن بكل بساطة. لكن الدكتور غيزيبي تشيكوني هل كتبنا اسمه صحيحاً؟ لم يجد الأمر بسيطاً واعترض على تغيير الاسمين لدى مكتب المعلومات الذي كان الموظفون فيه لطفاء ولكن متعالين مع الطبيب الايطالي الستيني. لم ينس تشيكوني الأمر عندما عاد الى بلدته لودي وكتب رسالة اعتراض الى مدير الغاليري الوطنية شخصياً. نيكولاس بيني، القيّم على فن النهضة، أرسل رداً بخط يده وأبدى تفهمه لوجهة نظر الطبيب. بما ان سياحاً ايطاليين كثراً يزورون الغاليري سيقترح بيني كتابة الاسماء بلغتها الأصلية مع "ترجمتها" الانكليزية لأن معظم رواد الغاليري بريطانيون وناطقون بالانكليزية، وسيلتبس الأمر على هؤلاء اذا قرأوا اسم تثيزيانو بدلاً من تيشن الذي تعرفه الثقافة البريطانية بهذا الاسم منذ اربعمئة سنة. ونعرفه نحن باسمه الفرنسي، تيتيان. تحولت المسألة الى قضية وطنية عندما اطلع تشيكوني الصحافة على همّه، وعلقت "كورييري ديللا سيرا" على افتقار محبي الفن البريطانيين الى القدرة على التكيف. لكن بيني لم يرم سلاحه، وأظهر انه يستطيع ان يكون لئيماً كشعوب البحر المتوسط عند الحاجة. صحيح ان "الطليان" لم يسموا وليم شكسبير غولييلمو شكسبير لكنهم دعوا رسامي الفلاندر في بلجيكا "فيامنغو"، وسموا القديس توما من كانتربري انكلترا شيئاً مختلفاً لم يستطع لأسفه ان يتذكره. "هذه تقريباً حرب على الأسماء" قالت "كورييري ديللا سيرا" لكن اضافة الاسماء بالإيطالية تحقق "القليل من العدالة لوطننا". واذ تدرس "ناشينال غاليري" الأمر يقول ناطق باسمها ان المسألة شبه عالمية وان على اللوفر وغيره من المتاحف الكبيرة البحث فيها. على ان الأمر يبقى بسيطاً اذا قورن بأسماء الفنانين الذين تغلبت ألقابهم أو أماكن ميلادهم على اسمائهم الحقيقية. رسام القرن السابع عشر جيان - فرنتشيسكو باربيري عرف بنظرته الشزراء فلقب بها وعرف بغرتشينو. توماسو دي جيوفاني دي سيموني غويدي رسام من القرن الخامس عشر غلب عليه لقب ماساتشوي الذي يعني توم الكبير. الاسم الاصلي لكارافاجيو هو ميكل انجلو ميريسي دا وولد في كارافاجيو. بوتيتشيلي الذي رسم ولادة فينوس في البحر ولد اليساندرو فيليبي وقد يكون اكتسب الاسم الذي عرف به من لقب شقيقه "إل بوتيتشيلو" اي الممتلئ الجسم. مبادرة الايطالي الفردية ولدت اعادة نظر لدى محبي الفن في بريطانيا، ورأى بعضهم ان الفنانين الكبار يخضعون لعملية "تطبيع" خارج بلادهم، وربما كان تبنيهم عبر تغيير اسمائهم شرفاً لهم. على ان الحساسيات الوطنية لا تفتر مع قيام الكيانات السياسية الكبيرة، والأجدى كتابة اسماء المشاهير بلغتها الأصلية تيمناً بالاعلام المرئي الغربي الذي يحاول منذ أكثر من عقدين لفظ الاسماء بطريقتها المحلية.