انتقدت الحكومة السودانية أمس تهديدات زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق بضرب حقول انتاج النفط، وفتح ست جبهات لتكثيف العمل المسلح، تشمل قطع الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بميناء السودان الوحيد في بورتسودان بهدف "خنق الحكومة لاسقاطها في انتفاضة شعبية". وأعلن قرنق أن الحركة تعد لاصدار عملتها الخاصة في الجنوب هذه السنة. وردت السفارة السودانية في واشنطن بعنف أمس على تصريحات زعيم الحركة الذي يزور الولاياتالمتحدة، وأوضحت في بيان وزع في الخرطوم أن "تصريحاته لا تدل على وجود بصيص أمل بانحيازه إلى خيار السلام". وأشارت إلى أن حركة التمرد "ظلت تسعى بطريقة حربائية، وتتحول من ماركسية لينينية الى أصولية مسيحية، لاستقطاب الدعم ومواصلة العمل المسلح". ونقلت تقارير في الخرطوم عن قرنق قوله في لقاء عقد في فندق دبل تري في فرجينيا، مع جمع من السودانيين المقيمين في أميركا انه سيكثف نشاط حركته العسكري في ست جبهات، منها قطع طريق الخرطوم - بورتسودان وضرب حقول النفط واجبار الشركات العاملة فيها على مغادرة السودان قبل نهاية هذه السنة. وزاد انه حض الإدارة الاميركية على استخدام "نفاذة الخوف" التي خلفتها أحداث 11 أيلول سبتمبر للحصول على تنازلات من الخرطوم. ونسبت وكالة "رويترز" إلى قرنق قوله في مركز وودرو ويلسون في واشنطن ان قواته ستواصل مهاجمة المنشآت النفطية على رغم اتفاق لحماية المدنيين والاهداف المدنية، معتبراً أن ذلك لا يتعارض مع الاتفاق كما أوضحت الولاياتالمتحدة التي تولت دور الوسيط في الاتفاق. وكان تفسير الحكومة السودانية انه يعني ان المنشآت النفطية باتت محمية من الهجوم. لكن قرنق قال: "سنغلق هذه المنشآت النفطية لأنها سلاح للحرب". وأكد مسؤول اميركي ما ذهب اليه قرنق قائلاً إن أي مدنيين يقتلون في هجمات على تلك المنشآت يمكن اعتبارهم "خسائر ملازمة". ولم يوقع قرنق بعد اتفاقاً لحماية المدنيين تم التوصل اليه في مفاوضات جرت أساساً بين الخرطوم والأميركيين. لكنه أوضح أن "الاتفاق جيد لأنه يحمي المدنيين وسنوقعه، ومن حقنا ان نطلب توضيحات مثلما تفاوضت الخرطوم على الجزء الخاص بها". وقال في اعلان مفاجئ ان حركته تعتزم طرح عملتها الخاصة في جنوب السودان هذه السنة، وأن هذه العملة ستسمى "الجنيه السوداني الجديد". لكنه اضاف ان هذا ليس مؤشراً إلى أن المتمردين يضمرون نيات انفصالية.