أكدت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق أمس ان فصيلاً جنوبياً معارضاً للحكومة يشن منذ ثلاثة اسابيع هجمات على منشآت نفطية في منطقة غرب اعالي النيل الجنوبية حيث تعمل "شركة النفط الوطنية الصينية" في التنقيب عن النفط. وأشارت الى ان المعارك التي لا تزال مستمرة ادت الى سقوط عشرات من القتلى من القوات الحكومية، وتهدد بوقف عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر سعيد عرمان في اتصال هاتفي من اسمرا اجرته معه "الحياة" امس: "ان الفصيل الذي ينفذ الهجمات على المنشآت النفطية تابع للواء السابق في الجيش السوداني باولينو ماتيب نيال، وكان يقود ميليشيات تدعى القوات الصديقة المتحالفة مع الزعيم الجنوبي الدكتور رياك مشار الذي وقع اتفاق سلام مع الحكومة العام الماضي. لكن خلافاً نشأ قبل نحو ثلاثة اسابيع بين الجانبين بعدما اعترض اللواء باولينو على الاسلوب الذي اتُبع في الانتخابات المحلية لاختيار حاكم لمحافظة الوحدة وفاز فيها تعبان دينغ قاي الموالي للحكومة. وتطور الخلاف ليشمل قضية عائدات استخراج النفط من حقول منطقة بانتو غرب اعالي النيل، خصوصاً ان عمليات التكرير ستتم بعيداً في منطقة الاُبيض وتُصدر عبر ميناء بورتسودان في الشرق". واضاف عرمان ان "قوات الحركة الشعبية كانت اوقفت عمليات استخراج النفط التي كانت تنفذها شركة "شيفرون" الاميركية في المنطقة ذاتها عام 1984، وان جزءاً من القوات التي طردت "شيفرون" عام 1984 يعمل الآن تحت قيادة باولينو الذي تمرد اخيراً للسبب القديم نفسه، وهو استغلال الثروات النفطية لمصلحة الحكومة في الخرطوم من دون تخصيص قسم من العائدات لسكان المنطقة وتنميتها". وزاد عرمان: "ان الحكومة السودانية اعترفت الاسبوع الماضي بوقوع 38 قتيلاً في المنطقة وعزت السبب الى الخلافات على الانتخابات المحلية. لكن التلفزيون السوداني الحكومي بث اخيراً مقابلة مع الدكتور مشار حاول فيها طمأنة السودانيين الى ان المنشآت النفطية لم تتضرر. وعرض التلفزيون صوراً لبعض المنشآت، في محاولة كاذبة لتأكيد ان الاوضاع مستقرة، في حين ان المعارك ما زالت مستمرة في المنطقة، وأن الشركة الصينية هددت بوقف عملياتها هناك. كما ان عدد القتلى اكبر من الرقم الذي اعترفت به الحكومة". لكن عرمان لم يحدد العدد الكامل للقتلى، كما لم يحدد الاضرار في المنشآت. وقال ان "الحركة الشعبية" اجرت اتصالات مع اللواء باولينو وعرضت عليه المساعدة في العمليات العسكرية التي تنفذها قواته في المنطقة، مشيراً الى ان مفاوضات تجرى حالياً بين الجانبين. واضاف: "ان عمليات التنقيب عن النفط هي أحد أسباب الحرب الجارية في الجنوب ... وتحاول حكومة الجبهة القومية الاسلامية استخراج النفط لتعزيز تسلطها على الشعب السوداني. لذلك نعتبر ان آبار النفط ستبقى هدفاً عسكرياً مشروعاً. وسنسعى الى استخدام كل الوسائل الممكنة لمنع حكومة الجبهة الاسلامية من استخراج ثرواتنا ... واستخدامها لأهدافها العقائدية الخاصة".