حض زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي على الضغط على حكومة الخرطوم لبدء محادثات سلام سودانية، بهدف إقامة كونفيديرالية بين دولتين في شمال البلاد وجنوبها، خلال فترة انتقالية يعقبها إستفتاء على تقرير المصير في الدولتين. واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ب - بدأ زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق زيارة للولايات المتحدة تلبية لدعوة من ادارة الرئيس جورج بوش يلتقي خلالها مسؤولين في الادارة والكونغرس. وقال قرنق في تصريحات صحافية في واشنطن:"إنني أطلب من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الضغط على الحكومة في الخرطوم لتحقيق السلام. واذا لم يمارس ضغط، فإن الحكومة السودانية لن تفعل شيئاً". وكان قرنق زار الاسبوع الماضي بريطانيا ومقر رئاسة الاتحاد الاوروبي في بروكسيل. وسعت الادارة الاميركية أخيرا للضغط على اطراف الصراع السوداني لتحقيق السلام. ونجحت اخيرا في جعل الحكومة السودانية توقع على اتفاق لحماية المدنيين من القصف الجوي، بعد تعليقها الاتصالات مع الخرطوم احتجاجا على مقتل مدنيين في قصف جوي حكومي في الجنوب في 20 من الشهر الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر إن الخرطوم اظهرت استعدادا للسماح بآلية مراقبة دولية لمنع الهجمات على المدنيين. وقال قرنق إن هدف محادثات السلام يجب أن يكون اقامة كونفيديرالية بين دولتين شمالية وجنوبية مع اجراء إستفتاء على تقرير المصير في الدولتين. وكان قرنق حذر، في بداية الزيارة، من أن المتمردين الجنوبيين يستطيعون وقف انتاج النفط السوداني، ودعا الشركات الاجنبية العاملة في قطاع النفط الى مغادرة البلاد. وأضاف: "أوقفنا انتاج النفط مرة في الماضي، ونستطيع أن نفعل ذلك مجدداً". وعلق على توقيع الحكومة اتفاق حماية المدنيين مع اميركا بقوله:"يمكنهم أن يوقعوا على أي إتفاق مع أميركا، لكن السؤال هو ماذا سيحدث اذا خرقوا الاتفاق. اذا لم تكن هناك عواقب ولم يكن هناك مراقبون، فإن من الصعب أن يعني هذا الاتفاق اي شيئ". وشدد على القول إن "السلام سيأتي فقط بعد الضغط على النظام بالكفاح المسلح والانتفاضة الشعبية والضغط الدولي". من جهة أخرى، قال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية دينيس ماكشين في لندن أمس، إن بريطانيا قلقة لاوضاع حقوق الانسان في السودان بجميع مواطنيه وبغض النظر عن أصولهم الدينية. وقال الوزير خلال مناقشة في مجلس العموم أمس إن بريطانيا "تحض جميع الاطراف السودانية بشكل منتظم على احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية". وأضاف أن حكومته مستمرة في تقديم المساعدات الى المنظمات التابعة للامم المتحدة والمنظمات الحكومية التي تتولي توزيع الاغاثة في جنوب السودان، لكنه أوضح أن "الحل الوحيد على المدى البعيد لانهاء المعاناة في السودان هو تحقيق السلام على نحو يسمح للشعب السوداني بأن يعيد بناء حياته". وقال في رد على سؤال إن حكومته لا تعتقد أن الحرب الاهلية في السودان تشبه الموقف في العراق. واستطرد: "هناك قتال على جبهات عدة، وهناك أطراف عدة متورطة فيه. وهدف بريطانيا هو دعم الجهود الرامية الى وقف القتال بأشكاله كافة".