لندن - "الحياة" - كتبت صحيفة "معاريف" العبرية أمس أن الأميركيين طلبوا من إسرائيل السماح لعرفات بالمغادرة إلى بيروت حتى لو لم يلب الشروط التي حددها شارون، وهي وقف النار وتنفيذ خطة تينيت. ورأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من جانبها، ان رئيس الوزراء الإسرائيليي ارييل شارون يسير على خط تصادم مع الولاياتالمتحدة. وأوضحت "معاريف" بأن المسؤولين الأميركيين توصلوا إلى اقتناع جازم بأن الضرر الذي سينجم عن غياب عرفات عن القمة العربية سيكون أكبر بكثير من حضوره، لأن غيابه سيدفع البلدان العربية إلى تبني نهج أكثر تشدداً تجاه إسرائيل وإلى الامتناع عن تقديم المبادرة السعودية. وأضافت ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني كان أوضح في اجتماعات مغلقة مع الإسرائيليين أنه يعد إسرائيل بأنه إذا أدلى عرفات بتصريحات فيها تحريض، فإن الولاياتالمتحدة ستعتبر إسرائيل حرة في عمل أي شيء تراه مناسباً. بما في ذلك اتخاذ قرار بعدم السماح لعرفات بالعودة إلى أراضي السلطة الفلسطينية. وكتب المحلل في "يديعوت أحرونوت" شيمون شيفر ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون صار مستعداً للاعتراف الآن بأنه لم يكن يتصور أن الوضع الأمني سيتدهور إلى هذا الحد. وأضاف أنه لو كان أمر حضور عرفات القمة العربية متوقفاً على شارون وحده، فإنه سيقرر عدم خروج الرئيس الفلسطيني من رام الله. و"لكن إذا أعلن عرفات وقفاً للنار واتخذ اجراءات لتقليص نطاق العنف، فإن الأميركيين سيضغطون على شارون لكي يسمح له بالمغادرة إلى بيروت". وأضاف شيفر: "إذا أعلن وقف للنار، فإن وضع شارون لن يكون أقل صعوبة. إذ ان استمرار الهجمات الارهابية سيجبره على اتخاذ قرارات حاول تجنبها: إما محاولة الحاق الهزيمة بالسلطة الفلسطينية أو المبادرة إلى تقديم اقتراح ثوري لتسوية مع الفلسطينيين". وتابع: "البدائل المتاحة حالياً لشارون في غياب استعداد للمبادرة إلى حسم سياسي عميق الأثر هي الثلاثة الآتية: السماح لعرفات بالذهاب إلى بيروت، أو عدم السماح له بالمغادرة إلى بيروت ومنعه من العودة إلى الأراضي الفلسطينية، أو إعادة احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة". وكتب شيفر ان "من الممكن الآن أن نكشف أن رئيس الوزراء حذر في المحادثات التي عقدها الأسبوع الماضي مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني من أن إسرائيل لن توافق على ضبط النفس في وجه هجمات إرهابية فلسطينية مستمرة لمجرد أن الأميركيين يحاولون تشكيل ائتلاف عربي تمهيداً للضربة المتوقعة ضد العراق". وختم بالقول إن "مؤشرات كثيرة توضح أن شارون والإدارة الأميركية يتجهان نحو تصادم في نهاية الأمر"، وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى في عطلة نهاية الأسبوع، أن "إدارة بوش قررت اتباع مقاربة أكثر توازناً في الصراع العربي - الإسرائيلي مما شهدناه حتى الآن، وبعبارة أخرى، فهي ستبدأ في حمل شارون على ضبط النفس لتثبت للعرب أن بوسعهم الاعتماد على الأميركيين".