شنت الشرطة الباكستانية أمس حملة اعتقالات واسعة طاولت عشرات من أنصار المعارضة، لمنع تنظيم تجمع في وسط مدينة لاهور شرق، فيما شدد الرئيس برويز مشرف في خطاب لمناسبة العيد الوطني لبلاده على مكافحة الارهاب، موجهاً انتقادات حادة الى الاجهزة الأمنية التي فشلت في منع هجمات ضد أجانب. وصعد لهجته ضد الهند متوعداً ب"تلقينها درساً" في حال هاجمت باكستان. راجع ص 10 وأعلنت الشرطة ان "التحالف من أجل اعادة الديموقراطية" الذي يضم 15 حزباً، على رأسها حزب "الشعب" بزعامة بي نظير بوتو و"حزب الرابطة الاسلامية" بزعامة نواز شريف، قرر تنظيم التجمع للاحتفال بالعيد الوطني. وقال قائد الشرطة في لاهور ان "حوالى 25 شخصاً وضعوا في الحبس الاحترازي بعدما رفض قادة التحالف تغيير مكان التجمع". كما نشرت اعداد كبيرة من رجال الشرطة. وذكر ان معظم الذين اعتقلوا هم من أنصار "حزب الشعب"، كما اعتقل سبعة من قادة المعارضة في بلوشستان جنوب غرب لمنعهم من عقد اجتماع في عاصمة الولاية كويتا. وعلى رغم حظر رسمي للنشاطات السياسية، أعلنت الحكومة العسكرية انها قد تسمح للاحزاب السياسية والدينية بعقد اجتماعات في أماكن محددة. وفي هذا الاطار نظمت "الجماعة الاسلامية" بزعامة القاضي حسين أحمد تجمعاً جماهيرياً في روالبندي، شارك فيه أكثر من 20 ألف شخص مطالبين بإخراج القوات الاميركية من باكستان قبل الانتخابات المقررة في تشرين الأول اكتوبر المقبل. ودعا مشرف في خطابه الاجهزة الأمنية الى اليقظة والحذر من أجل إحباط أي عمليات تخريبية، مؤكداً ان حكومته تستخدم "كل مواردها وصلاحياتها لاستئصال الارهاب". ولفت مراقبون الى ان الحكومة الباكستانية التي اعتمدت أخيراً نهجاً تصالحياً مع الجماعات الاسلامية عبر اطلاق اكثر من ألف معتقل من أنصارها، عادت الى سياسة المطاردات. وعزت مراجع سياسية هذا التحول الى مخاوف غربية وحكومية باكستانية من امكان تعرض مصالح غربية واميركية للخطر، خصوصاً مع تحذيرات عمر شيخ المتهم بخطف بيرل وقتله، من التعرض لمصالح اميركا في حال سُلم الى الولاياتالمتحدة.