اعتقلت الشرطة في لاهور امس كلثوم زوجة رئىس الوزراء الباكستاني المخلوع نواز شريف ومنعتها من قيادة مسيرة احتجاج كان مقرراً لها ان تتجه الى بيشاور على الحدود مع باكستان. واتخذت الحكومة العسكرية جملة قرارات لاحباط تحدي عائلة نواز شريف قراراً سابقاً يقضي بمنع أي تجمعات او تظاهرات سياسية مناهضة للحكومة. وقالت مريم سافدار ابنة نواز ان الشرطة اوقفت السيارة التي كانت تقل والدتها على مسافة حوالي 15 كيلومترا من منزلها. واضافت "انهم اوقفوها ورفعوا مقدمة السيارة وسحبوها وهي ما تزال داخلها". ونُقلت كلثوم اثر اعتقالها الى مكان مجهول خارج اسلام آباد، وقالت مصادر العائلة ل "الحياة" انه "ربما يكون نادي الضباط في لاهور". وطوقت قوات تابعة للجيش الحي الذي يوجد فيه منزل العائلة في لاهور ومنعت مؤيدي "حزب الرابطة الاسلامية" بزعامة نواز شريف من التقاطر الى المنزل من اجل المشاركة في "قافلة صيانة باكستان" التي اُعلن ان مريم نواز ستتولى قيادتها. واكدت مصادر الشرطة انها ستبذل كل ما بوسعها لمنع انطلاق هذه القافلة التي ترمي ظاهراً الى جمع التبرعات لمتضرري الجفاف في مناطق بلوشستان المجاورة لافغانستان. وكان من المقرر ان يقطع موكب السيارات نحو 500 كيلومتر على مدار يومين من لاهور الى بيشاور في شمال غربي البلاد. وكانت حكومة بيشاور المحلية اصدرت قراراً يقضي بمنع كلثوم نواز من التوجه الى المدينة، وهو الامر الذي يوفر مبرراً قانونياً للحكومة العسكرية لاعتقالها او منعها من دخول المدينة بطريقة ما. واعلنت الشرطة اول من امس انها اوقفت، بناءً على اوامر حكومة البنجاب الاقليمية، عشرات من انصار شريف لردع زوجته عن تنفيذ خطتها. ولاحظ المراقبون السياسيون ان قادة "حزب الرابطة الاسلامية" لم يشاركوا العائلة تصوراتها في تصعيد المواجهة بين المؤسسة العسكرية والحزب، خصوصاً وان هذه التطورات جاءت إثر اللقاء الذي اجراه الحاكم العسكري الباكستاني الجنرال برويز مشرف مع السياسيين وعلى رأسهم قادة "الرابطة"، ما دفع البعض الى التحدث عن خلافات وانشقاقات وسط الحزب. وحكم على شريف، الذي اطاحه في 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي انقلاب تزعمه قائد الجيش الجنرال مشرف، بالسجن مدى الحياة في 6 نيسان ابريل الماضي بتهمة "الارهاب" و"القرصنة الجوية" في محكمة كراتشي لمكافحة الارهاب.