نيويورك (الاممالمتحدة)، إسلام آباد - أ ف ب، أ ب - اكدت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو ان الشرطة الباكستانية تعمدت إفشال تحقيق محلي حول اغتيالها العام 2007. ورأت اللجنة في تقرير لها ان «مأساة» اغتيال بوتو كان من الممكن تفاديها لو اتخذت السلطات تدابير أمنية ملائمة، على مستوى التهديدات التي كانت تواجهها رئيسة الوزراء الراحلة. وخلص التقرير الذي صدر ليل الخميس - الجمعة الى ان المسؤولين عن التحقيق «كانوا يخشون ضلوع اجهزة الاستخبارات المحلية، ولم يعلموا فعلياً الى اي مدى يمكنهم الذهاب في عملهم». وشدد التقرير الذي اعده خبراء برئاسة السفير التشيلي لدى الاممالمتحدة على ان مسؤولية حماية بوتو كانت تقع على عاتق «الحكومة الفيديرالية (الباكستانية) وحكومة (اقليم) البنجاب وشرطة روالبندي»، واشار الى ان «اياً من هذه الجهات، لم يتخذ تدابير للتعامل مع المخاطر الملحة والاستثنائية» التي كانت تهدد بوتو. واشار التقرير الى «تمييز مثير للقلق» في التعامل مع رئيسة الوزراء السابقة التي «لم تؤمن لها» حكومة الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف «حماية أمنية بفاعلية تلك التي وضعت في تصرف رئيسين سابقين للوزراء ينتميان الى الحزب السياسي الذي يدعم مشرف». ولاحظ التقرير أيضاً ان التحقيق الباكستاني «كان غير فاعل وافتقر الى الجدية لكشف هوية المجرمين واحالتهم الى القضاء». وامتنعت الحكومة الباكستانية الحالية التي يقودها حزب الشعب بزعامة زوج بوتو الرئيس آصف علي زرداري، عن التعليق على التقرير بانتظار دراسته. وذكّر الناطق باسم الرئاسة الباكستانية فرحة الله بابر بأن الحكومة التي يقودها حزب بوتو منذ 2008، تجري تحقيقها الخاص في الجريمة. وكلفت اللجنة الدولية «التحقيق حول وقائع الاغتيال وظروفه» وليس تحديد «المسؤولية الجرمية للمنفذين» الأمر الذي يظل من صلاحية السلطات الباكستانية. واغتيلت بوتو بعد مشاركتها في تجمع انتخابي في راولبندي في 27 كانون الاول (ديسمبر) 2007. وكانت تحيي انصارها من على سطح سيارتها حين تقدم شخص واطلق النار عليها قبل ان يفجر قنبلة كان يحملها. وخلص فريق من شرطة «اسكتلانديارد» الى ان عصف الانفجار صدم رأسها بفتحة سقف السيارة، ما تسبب بمقتلها. وتؤيد السلطات الباكستانية هذا الوصف لمسار الحادث، في حين يشكك به محيطون ببوتو. على صعيد آخر، قتل عشرة اشخاص على الاقل بينهم اربعة شرطيين ومصور تلفزيوني في هجوم انتحاري استهدف مستشفى كويتا (جنوب غرب باكستان) كما اعلنت الشرطة التي نسبت الهجوم الى العنف الطائفي بين السنة والشيعة. (راجع ص 7) الى ذلك، قتل 17 مسلحاً متشدداً في هجوم شنته القوات الباكستانية في منطقة أوركزاي القبلية، شمال غرب البلاد قرب الحدود الأفغانية. وافادت قناة «أري نيوز» الباكستانية أن قوات الامن تقدمت في منطقة سانغار في وسط أوركزاي وهاجمت مخابئ المسلحين وتمكنت فيه من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين والسيطرة على المنطقة. تزامن ذلك مع مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص وجرح 5 آخرين في غارتين جويتين نفذتهما طائرات أميركية من دون طيار على منزل وسيارتين في إقليم شمال وزيرستان امس.