صحيح ان الناس يحتاجون الى تمضية أوقات مسلّية ينسون خلالها مشكلاتهم وهمومهم... وصحيح ان اللبنانيين يحتاجون في شكل خاص الى المرح والفكاهة وإلى برامج كوميدية يختتمون بها نهارهم الشاق والطويل... إلا ان برنامج "مرتي وأنا"، الذي يعرضه تلفزيون LBC شكّل بالنسبة الى فئة كبيرة من هؤلاء المنتظرين، اضافة الى المرح وخفّة دمّ كارين، الزوجة المدللة وقفة يملؤها التساؤل والأعصاب المشدودة والانفعال أحياناً بسبب صمت الرجل الشرقي وسكوته وتهاونه أمام كل متطلبات زوجته العصرية التي تفوق المعقول، ليس من وقت الى آخر... بل في شكل دائم... وصحيح ان هذا الثنائي كارين رزق الله وفادي شربل كانا عفويين في أداء دوريهما، خصوصاً أنهما متزوجان "في الحقيقة" وليس في التمثيل فقط... وصحيح ان الكبار والصغار يرددون أغنية البرنامج في شكل صحيح، إلا ان المواضيع المطروحة ما زالت تنعكس سلباً على كل المتزوجين فباتت المرأة أكثر تطلّباً وبات الرجل أكثر تهاوناً... ولكن ما هو الهدف الحقيقي من البرنامج، تسلية الناس أم توتيرهم أكثر مما هم عليه؟ نحو حلول إيجابية ما قاله فادي شربل، زوج كارين في اتصال أجريناه معه ان الهدف الحقيقي من "مرتي وأنا" هو وجوب توصّل كل ثنائي الى حلول ايجابية مهما كانت الخلافات خطيرة. وأضاف: "رسالتنا تكمن في نهاية كل حلقة، وهي ان نحلّ خلافاتنا بخفّة ظلّ وبرويّة وابتسامة، وما نهدف إليه هو عدم تعظيم الأمور وعدم إعطائها حجماً أكثر مما تستحق وان الطلاق ليس حلاً على الاطلاق". وقال ان ما يدل على نجاح "مرتي وأنا" هو نسبة المشاهدين التي تفوق المعقول وفق الاحصاءات التي أجريت اخيراً -كما قال-. وتابع: "على كل واحد منّا ان يقدّم التنازلات وعلى كل طرف ان يسكت حين ينفعل وحين يصرخ الطرف الآخر وهذا ما يحصل في غالبية الحلقات، فحين أغضب تصمت كارين. ولا شك في أنه على الرجل ان يكون باله طويلاً، خصوصاً اذا كانت زوجته مدلّلة". ولفت شربل الذي يعدّ البرنامج هو وزوجته الى أنه ما زالت هناك 45 حلقة ستعرض دورياً وأنهما يفكران بتصوير نحو 30 حلقة جديدة. وبعد الأهداف الايجابية التي تحدث عنها فادي شربل عن برنامج "مرتي وأنا" يبقى السؤال المطروح: هل من الضروري ان تتمحور الخلافات على سيطرة المرأة في شكل دائم على الرجل، وهل يسقط البرنامج اذا انقلبت الأدوار وأخذ الرجل الشرقي دوره الحقيقي، أم ان "دلال" كارين وطلباتها هي الوسيلة الأفضل لإضحاك الناس وتوتيرهم في الوقت نفسه؟