"مرتي وأنا" مسلسل كوميدي جديد تقدمه المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC، من بطولة فادي وكارين شربل، وهو مسلسل أشبه بحكايات فكاهية سريعة، تصوِّر حالات من الحياة الزوجية في بيئة معينة. فادي وكارين متزوجان في المسلسل، وفي الحياة العادية، وهما يجسدان في "مرتي وأنا" صورة قد لا تعكس حقيقة واقعهما في الحياة الزوجية، الا ان شيئاً من الحياة الخاصة لا بد من ان يتسلل الى المسلسل، خصوصاً أن الزوجين يكتبان نصوص الحلقات. مهما تنوعت حلقات المسلسل وحاولت تقديم ما يشبه المعالجة لمشكلات الحياة الزوجية، تبقى فكرة كل حلقة متشابهة مع سابقاتها، الأمر الذي يجعل المسلسل يدور على ذاته، ولا أقول يكرر نفسه، انما لا يخرج من الصورة المتعارف عليها في الحياة العادية وفي غالبية المسلسلات الكثيرة في هذه الأيام. حاولت حلقات "مرتي وأنا" أن تزرع البسمة في قلوب المشاهدين لكنها لم تستطع ان تتعدى شفاههم، إذ ان ما يجسّده المسلسل من محاولات للوصول الى روح المشاهد بقي هدفاً صعباً. فغالبية نصوص "مرتي وأنا" وان لم تكن كلّها التي عُرضت حتى الآن تفتقر الى المضمون، ولا تبدو أكثر من صور سريعة مأخوذة من أعمال أخرى ومن الواقع مع بعض التعديلات، التي تدعو الى الضحك أحياناً. ومن يتمعّن في كل حلقة، يجد تلك السهولة في النص المتحرك داخل الشاشة الصغيرة، وتكون بعض الحلقات أشبه بنكتة ممسرحة يجيد صوغها فادي وكارين ومن يشاركهما المسلسل. غير ان وجود الممثلة ليلى كرم في حلقات المسلسل من خلال دور حماة فادي، أعطى بعض الحلقات بعض الجاذبية والحركة المشهدية في الأداء التمثيلي والتعبيري، في حين ان كارين وقعت في المبالغة في أداء دور الزوجة المخدوعة، كذلك كان فادي في دور الزوج المغلوب على أمره. وتختفي أسباب الضحك المبرر في مشاهد كثيرة مثل "دلع" كارين في بكائها وحركات فادي المفرطة في البكاء المغلّف بالصور الفاقعة. ففي بعض الحلقات كان الصراخ: صراخ فادي وكارين هو اللغة الوحيدة المفهومة من النص، وبدت تلك الحلقات معتمدة على هذا الصراخ لإضحاك المشاهد. تحاول حلقات مسلسل "مرتي وأنا" طرح معالجة خفيّة لمشكلات الحياة الزوجية من دون أن تجاهر بأسلوب هذه المعالجة، من خلال تجسيد المشكل وتصويره ليكون عبرة للآخر علَّه يرى الخطأ ولا يكرره، وربما نجح هذا الأسلوب في تحقيق أغراضه التعبيرية، لكنه لم يكن ضمن المستوى المطلوب حتى في القالب الفكاهي المعتمد. وعليه، فإن المسلسل لا يرتكز الى أساس واضح، انما يرتكز الى حركات مشهدية يمكن ارتجالها في أحيان كثيرة. إذا كان "مرتي وأنا" يفتقد النص الممسوك والواضح، فإن ذلك ينعكس على جوانب كثيرة من المسلسل المتشتت. فالنص لا يلحظ الفكرة بوضوح، وتالياً، لا يرسم أفق المعنى بقدر ما يجعله في مهب الاحتمالات والتفسيرات التي تبدو أقل من عادية. لا يتعمّق المسلسل في المشكلات الزوجية بقدر ما يحاول تصوير مشاهد صغيرة تشبه المزحة. وربما أفضل تسمية يمكن اطلاقها على كل حلقة: مزحة تدخل الى نفوس المشاهدين فتضحكهم. فادي وكارين شربل يخزنان طموحات فنية واضحة تبدو ملامحها في اندفاعهما الصادق نحو العمل والتمثيل والكتابة، ولكنهما أمام مسافة ليست سهلة للوصول الى الهدف المرتجى والنص المتكامل، و"مرتي وأنا" يعتبر خطوة على درب المسافة الممتدة أمام الزوجين، وربما تختفي هذه المسافة إذا جهد فادي وكارين أكثر.