ياساتر !! ..لقد رفعت يدي ووضعتهما على رأسي دون أن أدري وكأني في لحظة حماية لنفسي وأنا أقرأ ما نشرته الزميلة (الشرق الأوسط) مؤخراً عن إحراز المصريات اللقب الأول عالمياً في ضرب أزواجهن!!. معقولة ؟! ..المرأة المصرية المعروفة بخفة دمها ..وروحها العالية ..وحبها للنكتة ..وابتساماتها الدائمة ..هذه المرأة أصبحت متوحشة ..وطائشة ..واستبدلت الوردة بالسكين وأصبحت تنهال على رأس زوجها بالضرب والتقريع حتى بلغت نسبة المصريات اللاتي يضربن أزواجهن تزيد عن 40% وهي الأعلى عالمياً حيث تحتل بريطانيا المرتبة الثانية بنسبة 23% وتأتي الولاياتالمتحدة في المرتبة الثالثة بنسبة 17% والهند في المرتبة الرابعة بنسبة 11%. بل وتؤكد الدراسة التي صدرت عن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية (أن هذه المرتبة المتقدمة للمرأة المصرية ليست وليدة الصدفة فلفترة طويلة كانت مصر تحتل احدى المراتب الخمس الأولى ففي عام 2003 كانت نسبة الزوجات المصريات اللاتي يضربن أزواجهن 23% إلا أن الأمور تفاقمت خلال خمس سنوات فقط وارتفعت النسبة إلى ما يقرب من الضعفين. وتقول التفاصيل (أن الدكتورة فادية أبو شهبة أكدت أن بداية انجاز الدراسة الصادمة كانت عند النساء المتورطات في جرائم القتل العمد وكان من بين نتائجها ان 84.4% من النساء القاتلات متزوجات ..وبينت الدراسة أيضاً أن النساء عندما يرتكبن العنف ضد الرجال فانهن يفعلن ذلك بشدة وقسوة وغالباً ما تكون لديهن دوافع وانفعالات وصراعات مكبوتة تجاه المجني عليه..أي الزوج). كما المحت الدراسة إلى أن (تعارضات الفقر والحب أحد الدوافع الرئيسية المستترة وراء الظاهرة وأرجعت ارتفاع نسبة اللواتي يضربن أزواجهن إلى عدد من الأسباب منها: تردي الحالة الاقتصادية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة ..كما أن هناك دوافع أخرى منها الحرمان العاطفي والبطالة والخلافات الأسرية وبخل الرجل والخيانة الزوجية وسرقة أموال الضحية)!!. وشددت خبيرة مركز البحوث الجنائية على أن (المرأة التي تعيش في ظروف اجتماعية أفضل تجد متنفساً للتعبير عن غضبها بعيداً عن الضرب المبرح الذي قد يفضي إلى الموت أحياناً في لحظة غضب عمياء ولكن هذا لا يمنع أن السيدات في المجتمعات الراقية يضربن أزواجهن أيضاً ولكن ليس بنفس نسبة المرأة في المجتمعت الفقيرة). وأظهرت الدراسة أيضاً (بأن ربات البيوت أكثر عنفاً تجاه أزواجهن من المرأة العاملة ..وقد يكون ضرب الابن هو البداية الحقيقية لضرب الزوج فيما بعد)!!. وبعد كل هذا دعونا نسأل : أين ذهب (سي السيد) وما الذي حدث لشواربه الكثيفة ؟! هل معقول أن السيادة في البيت أصبحت من نصيب الزوجة و..بالعين الحمراء ..والعصا.. والمطرقة ..والسكين ..اذا لزم الأمر؟!. بصراحة ..الأمر مخيف جداً..ولابد من العمل السريع على إعادة تطبيع العلاقات مع (الزوجة) وفق الحقائق الراهنة التي لا تبشر بالخير للرجال..وقبل أن ترتفع أصواتهم وهم يصرخون: ياخرابي ..الحقونا...!!. آخر المشوار قال الشاعر: وكم نحاذرُ من أمر ويدركنا اذا الإله قضى لا ينفع الحذر ونعشق الشيء تغرينا بوادره وفي ثناياه يغفو الشر والكدر