طلبت الحكومة السودانية من لجنة مكافحة الارهاب التابعة للامم المتحدة مساعدات تقنية ومادية لتمكينها من التصدي للارهاب. في الوقت ذاته، إزداد الغموض في شأن قضية اعتقال "أبو أنس الليبي" أحد أبرز المطلوبين لدى واشنطن بعد تأكيد صحيفة أميركية أمس ان مسؤولين أميركيين ظلوا يتفاوضون شهراً مع المسؤولين السودانيين لتسليمه الى مصر، وقول مسؤولين سودانيين ان هذه المعلومات غير صحيحة. وسلمت الحكومة السودانية لجنة مكافحة الارهاب امس تقريراً تضمن الاجراءات التي اتخذتها لمكافحته والمجالات التي تحتاج الى مساعدة فيها ووثائق متعلقة بالموضوع شملت رسالة بعث بها وزير الخارجية السوداني الى نظيره الاميركي كولن باول بعد يوم على أحداث 11 أيلول سبتمبر. وجاء في الرسالة: "كما تعلمون فإن حكومتينا تعملان معاً بهدوء وبكل جد واجتهاد في المسائل ذات العلاقة بالارهاب الدولي منذ أكثر من سنة. وفي إطار ذلك العمل تمكنّا من تطوير علاقة بين أجهزتنا الامنية والاستخباراتية ما هيأنا جيداً لتحديات العمل معاً بحثاً عن مقترفي هذه الجرائم هجمات نيويوركوواشنطن. إننا نقف مستعدين للتحرك الى امام". وبين المجالات التي أفاد التقرير حاجة السودان الى مساعدة تقنية ومادية فيها استكمال بناء شبكة المعلومات القومية والمتخصصة، ودعم مشروع السجل المدني، وتقنيات فحص الاسلحة ووسائل الرقابة على الحدود والتدريب ودعم شبكة المعلومات المالية. الى ذلك كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أمس أن الاميركيين طلبوا تسليم "أبو أنس" الى مصر لأنه مطلوب في قضية محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك. وكانت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرت الاحد تقريراً مشابهاً. وأشارت الصحيفة الاميركية الى أن "أبو أنس" هو واحد من 22 إسماً تعتبرها واشنطن لأهم قادة تنظيم "القاعدة"، وأنه عاش في السودان ثم انتقل الى بريطانيا عن طريق قطر وحصل على اللجوء السياسي في بريطانيا، لكنه فر منها قبل وقت قصير من اعتقاله بتهمة التورط بتفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998. ويعتقد أن "أبو أنس" توجه الى أفغانستان حيث اختفت آثاره. ولم تحدد الصحيفة متى وصل القيادي الاصولي الى الخرطوم، وافادت ان ناطقاً باسم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي رفض التعليق على الموضوع، لكن مسؤولين أميركيين آخرين لم تحدد مواقعهم أكدوا لها اعتقاله في السودان وتفاوض واشنطن مع الخرطوم على تسليمه الى القاهرة. وفي الخرطوم اكتفى مسؤولون سألتهم "الحياة" عن القضية بقولهم إن "لا جديد في معلومات الصحيفة". وكرروا نفي صحة التقرير. وقال أحدهم ان اثارة الموضوع في الاعلام الاميركي والبريطاني "وراءها جهات داخل الادارة الاميركية تريد التشويش على الحوار بين البلدين الذي نعتبره ايجابياً حتى الآن". وزاد: "ما صدر حتى الآن هو تقارير صحافية نقلل من شأنها. وليس هناك كلام رسمي أميركي في هذا الموضوع". وفي القاهرة نفت مصادر مطلعة أن تكون مصر طلبت من السودان تسليمها الأصولي الليبي أو أن تكون أي جهة اميركية أو سودانية عرضت على السلطات المصرية تسلم "أبو أنس" لإجراء تحقيقات معه في القاهرة. وأشارت المصادر الى أن أبو أنس غير مطلوب في مصر ولم يرد اسمه في أي من قضايا العنف الديني. واعتبرت أن المعلومات عن رغبة اميركية في تسليمه إلى مصر "مجرد تكهنات صحافية". وقالت المصادر ان السلطات الاميركية والمصرية تتبادلان بانتظام المعلومات في شأن نشاط الاصوليين الموجودين في الخارج. ونفت أن تكون القاهرة تلقت معلومات من أي جهة تؤكد هل الأصولي الليبي الأصل معتقل فعلاً في السودان أم لا.