ربط مسؤول سوداني أمس تسليم مطلوبين لمصر، في حال وجودهم فوق أراضيه بپ"وجود اتفاق بين الطرفين للتعامل في مثل هذه الحالات". ونفى هذا المسؤول اتهامات اميركية للخرطوم بأنها لا تتعاون في مجال مكافحة الارهاب، فيما أوردت أنباء صحافية ان السلطات السودانية اعتقلت 170 شخصاً قرب الخرطوم بعد كشف "جماعة تخريبية" يشتبه في أنها تعمل لمصلحة المعارضة. وقال نائب رئيس المجلس الوطني البرلمان السيد عبدالعزيز شدو في مقابلة مع "الحياة" ان السودان يرفض بيان وزارة الخارجية الاميركية الذي ضم السودان الى "الدول غير المتعاونة في مكافحة الارهاب". وقال ان البيان "يفتقر الى المعلومات الدقيقة وتعوزه الحيثيات الموضوعية". واعتبر انه يأتي في اطار ما اسماه "الممارسات الاميركية ضد السودان". وقال شدو ان الخرطوم غيرت كثيراً من قوانينها عقب محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في حزيران يونيو 1995 في اديس ابابا، اذ منعت دخول العرب لأراضيها من دون تأشيرة مسبقة "منعاً لتسرب الارهابيين الى داخل السودان"، كذلك اشار الى تسليم الخرطوم الارهابي العالمي "كارلوس" الى فرنسا عام 1994. ودعا المسؤول السوداني واشنطن الى "تحديد الحالات التي رفضت فيها الخرطوم التعاون"، معيداً إلى الأذهان ان حكومة بلاده "ظلت تدين الممارسات الارهابية في كل المحافل الدولية، ووقعت أخيراً "اتفاق محاربة الارهاب" الذي أقره وزراء الداخلية العرب في مؤتمرهم الأخير في القاهرة. وعن مطالبة القاهرة بتسليم ثلاثة اسلاميين متهمين في قضية محاولة اغتيال الرئيس مبارك، وتشير معلوماتها الى وجودهم في السودان، قال شدو ان ذلك "يتوقف على المعلومات المتوافرة لدى الجانب المصري عن اسماء المطلوبين وأماكنهم، ثم تأتي بعد ذلك الاجراءات القانونية التي تستلزم وجود اتفاق بين الطرفين للتعامل في هذه الحالات، وهذا ما لم يسن حتى الآن". وذكّر شدو بمطالبة اثيوبيا سابقاً السودان بتسليم المشتبه فيهم في محاولة اغتيال مبارك. وقال انه "اتضح لاحقاً انهم في افغانستان"، في اشارة الى المتهم الرئيسي في محاولة الاغتيال الفاشلة مصطفى حمزة أحد قادة الجناح المسلح لپ"الجماعة الاسلامية" المصرية. ومعروف ان حمزة التقى صحافيين في افغانستان. الى ذلك، أفادت أنباء صحافية ان السلطات السودانية اعتقلت مجموعتين للمعارضة قرب العاصمة. وذكرت ان المجموعة الأولى تضم نحو 70 عنصراً أوقفوا خلال قيامهم بتدريبات عسكرية في ضاحية سوبا جنوبالخرطوم. ورجحت مصادر أمنية ان تكون هذه المجموعة من ضمن "الجماعات التخريبية التابعة للمعارضة". ومن المتوقع ان يكون أفراد هذه الشبكة قدموا الى المحكمة أمس. وقالت مصادر رسمية ان الاجهزة الأمنية اعتقلت ايضاً مجموعة اخرى تضم أكثر من مئة شخص كانوا يتدربون شرق الخرطوم. وأوضحت ان المعتقلين قالوا لدى اعتقالهم أنهم مجموعة تابعة "لقوات دفاع السودان" وهي القوات التي انشقت عن زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان العقيد جون قرنق وانضمت للحكومة، لكنها اضافت ان التحريات "كذبت أقوالهم".