طرابلس - أ ف ب - تحتفل ليبيا اليوم بالذكرى الخامسة والعشرين لاعلان قيام "الجماهيرية" او ما يسمى ايضا في ليبيا "قيام سلطة الشعب" وسط اجواء احتفالية بسيطة. وتتزامن هذه الذكرى مع مؤشرات لا تزال تحتاج الى تأكيد عن خروج هذا البلد من عزلة استمرت قرابة عقد من الزمان، لعل ابرزها عدم ورود اسم ليبيا ضمن "محور الشر" الذي اعلنه الرئيس الاميركي جوج بوش. ولم تكن هناك معالم زينة لافتة في العاصمة الليبية، باستثناء بعض اليافطات التي كتب عليها "قيام سلطة الشعب تأكيد للديموقراطية المباشرة" او "سلطة الشعب خيار تاريخي"، واخرى تجدد الوفاء "لصانع الانتصارات القائد معمر القذافي"، الى جانب صور كبيرة للزعيم الليبي ترتفع مع اعلام الدول الافريقية والعلم الليبي في الشوارع الرئيسية، خصوصا شارع عمر المختار. وتشهد الاحتفالات بالمناسبة التى عمت المدن الليبية، بحسب "وكالة الجماهيرية للانباء" الليبية الرسمية ذروتها اليوم في مدينة سرت 450 كلم شرق العاصمة حيث سيعقد مؤتمر الشعب العام البرلمان جلسة يلقي فيها القذافي خطابا. وتأتي احتفالات ليبيا مع مؤشرات خروج طرابلس من عزلة دولية بدأت مع العقوبات الدولية التي فرضت عليها العام 1992 بسبب ما يعرف بقضية "لوكربي". ومع ان الخروج من حال العزلة بدأ مع كسر عدد من الدول الافريقية الحظر الجوي العام 1998، فان ذلك لم يتجاوز الوقع المعنوي. ولم يبدأ الخروج من الحصار الذي كان له اثره الواضح على اوجه الحياة الاقتصادية في ليبيا الا بعد ان سلمت للمحكمة مواطنيها عبد الباسط المقرحي وخليفة الفحيمة المتهمين بتفجير الطائرة المدنية الاميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية. ويبدو ان الموقف الليبي من اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة وادانة طرابلس للارهاب كان له اثره على وضعها خارج "محور الشر" الذي اعلنه الرئيس بوش في 29 كانون الثاني يناير الماضي وبالتالي خارج منظومة الدول المستهدفة من الحملة الاميركية على الارهاب. من جانب اخر تؤشر الزيارات المتكررة للمسؤولين الاوروبيين، خصوصا الفرنسيين، الى ليبيا عن بدء انفراج واضح في العلاقات مع اوروبا. وكان آخر شواهد هذا الانفراج بدء تسيير الرحلات الجوية بين طرابلس وباريس مع بداية هذا الشهر، في اعقاب زيارة سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الى فرنسا.