طرابلس، تونس، القاهرة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - توجه رؤساء النيجروتشادومالي والسودان الى ليبيا جواً امس السبت على رغم حظر الرحلات الجوية الذي تفرضه الاممالمتحدة على ليبيا. واذاع التلفزيون الليبي على الهواء وصول ادريس ديبي رئيس تشاد والفا عمر كوناري رئيس مالي وعمر البشير رئيس السودان. وكان بث في وقت سابق وصول ابراهيم باري مينسارا رئيس النيجر على طائرة مدنية. واستقبل الثلاثة في المطار ابو بكر يونس أحد كبار معاوني الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وعرض التلفزيون لاحقاً مشاهد للقذافي مستقبلاً الزعماء الافارقة. وافاد التلفزيون ان الرحلات تأتي تماشياً مع قرار اتخذته منظمة الوحدة الافريقية اثناء اجتماع قمة في حزيران يونيو الماضي أجاز الرحلات الجوية الى ليبيا لمهمات انسانية او دينية او ديبلوماسية. وتشهد ليبيا احتفالات بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لثورة الفاتح من أيلول سبتمبر 1969 التي أوصلت القذافي الى السلطة. وتخضع ليبيا منذ 1992 لعقوبات تفرضها الاممالمتحدة بينها حظر على الطيران لرفضها تسليم إثنين من مواطنيها يُشتبه في تورطهما في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي اسكوتلندا عام 1988. وقررت منظمة الوحدة الافريقية في حزيران يونيو الماضي السماح بالرحلات الجوية الى ليبيا في المهمات الانسانية أو الدينية أو الديبلوماسية. عدم الانحياز وكانت طرابلس اشادت الجمعة ب "الدعم" الذي قدمته القمة ال 12 لدول حركة عدم الانحياز التي انعقدت في جنوب افريقيا لمطالبتها باجراء مفاوضات للحصول على ضمانات للمتهمين الليبيين في اطار قضية لوكربي. وأفادت وكالة الانباء الليبية ان الدعم الذي قدمته دول حركة عدم الانحياز هو "تأييد وانحياز شامل وصريح الى جانب ليبيا في شأن مطالبتها بالتفاوض وكذلك بشأن الترتيبات والضمانات للمشتبه فيهما" الليبيين بعد القبول الاميركي البريطاني بمحاكمتهما في هولندا مثلما اقترحت ليبيا. وفي ختام قمة دول حركة عدم الانحياز مساء الخميس في دوربان جنوب افريقيا، طالب قادة الدول الاعضاء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهولندا البدء ب "محادثات مع ليبيا برعاية الاممالمتحدة من اجل تنظيم الدعوى وضمان امن المشتبه فيهما". واعتبرت وكالة الانباء الليبية هذا الامر "ادانة قوية امام العالم لتعنت اميركا وبريطانيا". من ناحية أخرى، قال معلق التلفزيون الليبي مساء الجمعة ان هذا القرار يجسد "انتصاراً جديدا للشعب الليبي على الساحة الدولية" ويؤكد "عدالة موقف ليبيا وبطلان موقف اميركا وبريطانيا". وطالبت واشنطن ولندن الاسبوع الماضي بان تسلم ليبيا فوراً عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة المتهمين في اعتداء لوكربي 270 قتيلا في 1988 لكن طرابلس تقول انها تطالب ب "ضمانات" قبل تسليمهما. في غضون ذلك، ذكرت وكالة الانباء الليبية ان العقيد القذافي اشاد بالسودان لانه انتهك الحظر الجوي المفروض على طرابلس منذ العام 1992. وقال القذافي متوجها الى الوفد السوداني الذي شارك في الاحتفالات في الذكرى التاسعة والعشرين لقيام الثورة الليبية ان "الطائرة التي اتيتم بها من الخرطوم الى طرابلس هي اقوى من صواريخ كروز التي ضربوا اي الاميركيين بها مصنع الشفاء وتأثيرها أقوى من تأثير هذه الصواريخ ومداها السياسي والمعنوي ابعد من صواريخ كروز". وكانت الولاياتالمتحدة وجهت ضربات الى مصنع الشفاء للادوية في شمال الخرطوم للاشتباه في انه يصنع عناصر تدخل في تركيبة اسلحة كيماوية. وتابع يقول ان "تلك الصواريخ وسيلة ارهابية فقط لارهاب الشعوب"، موضحاً ان الولاياتالمتحدة "تعتقد انها بالصواريخ تستطيع ان ترهب الشعوب لكن الشعوب تبقى ويبقى التحدي، وليس ادل على ذلك ان شعب السودان ارسل طائرة على رغم قرارات الاممالمتحدة الى طرابلس" بعد أيام قليلة على القصف الاميركي للخرطوم وعلى رغم الحظر المفروض على طرابلس. وفي القاهرة، اعلن المحامي المصري رجائي عطية انه وُكل للدفاع عن المتهمين الليبيين في قضية لوكربي امام المحكمة الاسكوتلندية المفترض ان تُقام لمحاكمتهما في هولندا. ورفض عطية في تصريح الى "الحياة" الكشف عمن طلب منه الانضمام إلى هيئة الدفاع. لكنه اشار الى انه يعكف حالياً على قراءة ملف القضية والاطلاع على القانون الذي سيُحاكم المتهمان بمقتضاه. الى ذلك، قدم المحامي نبيه الوحش أمس مذكرة الى الدائرة الثانية تعويضات في محكمة شمال القاهرة ضد الرئيس بيل كلينتون ومجلس الأمن يطلب فيها تعويضاً قدره 200 الف دولار لكل مواطن ليبي بسبب الاضرار التي لحقت بهم من جراء العقوبات المفروضة منذ العام 1992