طرابلس - دار الحياة، رويترز، ا ف ب - في ظهور علني نادر شارك عبد الباسط المقرحي الليبي المدان في قضية تفجير طائرة ركاب أميركية فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 في حشد مؤيد للزعيم الليبي معمر القذافي أمس الثلاثاء، وهو الظهور العلني الأول له منذ قرابة العامين. وفي لقطات بثها التلفزيون الليبي، بدا المقرحي (59 عاما) نحيلا ويجلس على كرسي متحرك. وظهور المقرحي يأتي في أحدى الاجتماعات التي يحشد القذافي التأييد الشعبي لنظام حكمه بينما تواصل المعارضة المسلحة حملتها للاطاحة بالقذافي الذي يتولى السلطة منذ 41 عاما ويواصل حلف شمال الاطلسي قصف قواته منذ أربعة أشهر. وكان وزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم قال في مقابلة خاصة مع "الحياة" إن تفجير لوكربي لم يكن صناعة ليبية خالصة كاشفاً ان تفجير طائرة «يوتا» فوق صحراء النيجر في 1989 كان بسبب الاعتقاد بوجود معارض ليبي على متنها. يُشار إلى أن معلومات عن تدهور صحة المقرحي تتداول من حين إلى آخر، بعد الافراج عنه من السجن الاسكتلندي بسبب وضعه الصحي آنذاك، أمّا السلطات الليبية فغالباً ما تنتهج التكتم في كل ما يختص بصحة المقرحي. ويعتبر الوضع الصحي للمقرحي مؤشراً هاماً على صحة قرار الافراج عنه أو عدمه، إذ أن السلطات الاسكتلندية تدافع عن قرارها بإطلاقه استناداً إلى تقرير طبي أفاد بأن ضابط الاستخبارات الليبي السابق عبدالباسط المقرحي لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر، وهو ما شككت به الولاياتالمتحدة منذ البداية، مستندة إلى تقارير طبية متضاربة. ويأتي ظهور المقرحي أمس قبل أقل من شهر على الذكرى الثانية للافراج عنه، وكانت الذكرى السنوية الأولى للافراج عنه مرت بهدوء بعد تحذيرات دولية أبرزها بريطانية، من تكرار الاحتفالات بعودته إلى ليبيا منعاً لإثارة مشاعر سلبية لدى أهالي ضحايا لوكربي. ويعود اخر ظهور لعبد الباسط المقرحي الى التاسع من ايلول/سبتمبر 2009 خلال زيارة قام بها برلمانيون افارقة له في المستشفى بطرابلس. وكان حكم على المقرحي في العام 2001 بالسجن لضلوعه في انفجار طائرة البانام الاميركية عام 1988 فوق لوكربي باسكتلندا. وأدين المقرحي عام 2001 لقيامه بدور هام في التخطيط والتنفيذ لتفجير الطائرة مما ادى الى مقتل 270 شخصا. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وأغضب الافراج عنه الولاياتالمتحدة وعاد المقرحي الى ليبيا واستقبل استقبال الابطال مما أحرج الحكومة البريطانية التي وافقت على اطلاق سراحه لاسباب صحية في اب/اغسطس 2009. ولا يزال الموقف الدولي من إطلاق المقرحي ملتبساً خاصة بعد عدد من التسريبات المتعلقة بموقف الدول الكبرى الحقيقي من هذه العملية وخاصة كل من الولاياتالمتحدة وبريطانية، وكانت أشارت هذه التسريبات التي تناقلتها الصحف العالمية إلى أن الولاياتالمتحدة نصحت بشكل سري بالافراج عن المقرحي بدلاً من نقله إلى سجن داخل بلاده. وفي الوقت الذي كررت به بريطانيا اعتقادها بأن الافراج عن المقرحي كان خطأ بشكل رسمي وعلني، كشفت رسائل وزارية بريطانية مسرّبة أن حكومة غوردون براون دعت اسكتلندا إلى إطلاق ضابط الاستخبارات الليبي السابق المدان في تفجير لوكربي، حرصاً على «المصالح العليا» للبلاد، لتسهيل صفقة كانت متعثرة بين طرابلس وشركة «بريتش بتروليم» العملاقة للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا. كما كشف وثائق سرَّبها موقع «ويكيليكس» أن ليبيا هددت بريطانيا في كانون الثاني (يناير) 2009 ب «عواقب قصوى» على العلاقات الثنائية، في حال وفاة عبد الباسط المقرحي في سجن اسكتلندي.