واشنطن - أ ف ب، رويترز ظهر تضارب بين وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين بشأن اجتماع لضباط عراقيين معارضين لنظام الرئيس صدام حسين كان مزمعاً عقده في الولاياتالمتحدة قبل نهاية الشهر الجاري. وأشارت وزارة الخارجية الاميركية الى وجود "صعوبات" أمام الاجتماع، فيما أعرب الشريف علي بن الحسين الناطق الرسمي باسم "المؤتمر الوطني العراقي" عن أمله في عقده قبل نهاية الشهر، لكنه أشار الى احتمال تأجيله "لأسباب فنية"، وقلل من اهمية تصريحات الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر بشأن وجود "صعوبات عملية" أمام عقد الاجتماع. وأوضح الشريف في اتصال مع "الحياة" ان "هناك اتفاقاً بين "المؤتمر" ووزارة الخارجية الأميركية على عقد الاجتماع هذا الشهر"، مشيراً إلى احتمال تأجيله بسبب بروز "مشاكل فنية" ك "إشكالات في السفر للضباط من دول مختلفة إضافة الى الأمور المتعلقة بتأشيرات الدخول للمشاركين". وأضاف ان "التحضير للاجتماع، الذي سيعقد برعاية المؤتمر الوطني"، قطع شوطاً كبيراً إذ تم الانتهاء من البيانات التفصيلية المتعلقة بالضباط، مشيراً إلى ان "الدعوات لم توجه بعد، كما لم يتم تحديد مكان الاجتماع أو زمانه". وأوضح ان الاتصالات لا تزال جارية مع الخارجية الأميركية بشأن الموضوع. وزاد التضارب بين وزارتي الخارجية والدفاع من التشويش الحاصل حول عقد الاجتماع. فقد أعلن الناطق باسم الخارجية وجود "صعوبات عملية لعقد اجتماع الضباط العراقيين في الولاياتالمتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بتأشيرات المشاركين الذين يتمتعون بوضع لاجئين في دول اخرى"، مضيفاً ان "هناك مشكلة تتمثل في ان بعضهم قد يقرر البقاء في الولاياتالمتحدة ولا يمكن ترحيله بسهولة". وفي إشارة واضحة الى اعتراض الخارجية على الاجتماع الذي يعكس تشوشاً لدى الادارة الأميركية في التعاطي مع الملف العراقي، لا سيما المعارضة، أعلن باوتشر ان الوزارة لم تخصص اي مبالغ لعقد الاجتماع، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن وزارة الدفاع الاميركية تتعاون مع المعارضة العراقية بشأنه، ولم يستبعد تقديم البنتاغون اموالاً، وقال: "علينا ان نرى ما اذا تم التوصل الى شيء من جانبهم لتنفيذ هذا الاقتراح"، مضيفاً "اننا ندعم فكرة عقد مؤتمر يضم كل حركات المعارضة العراقية" مع شخصيات سياسية وعسكرية خارج الولاياتالمتحدة تحت اشراف منظمات غير حكومية. لكن ناطقاً باسم البنتاغون نفى اي مشاركة مباشرة لوزارة الدفاع في مثل هذه المؤتمرات. وقال الكولونيل ديف لابان: "ان وزارة الخارجية الاميركية تعمل مع المؤتمر الوطني من أجل تنظيم مؤتمر لم يحدد بعد تاريخ انعقاده أو مكانه"، مؤكداً ان "وزارة الدفاع تعلم بهذه الجهود لكنها لا تشارك بصفة مباشرة فيها". واعلن مسؤول في الخارجية الاميركية طلب عدم ذكر اسمه أول من أمس "اننا متورطون في اي حال من الاحوال" في التحضيرات لهذا المؤتمر. ولفت مستشار "المؤتمر الوطني العراقي" فرانسيس بروك الى انقسام داخل وزارة الخارجية الاميركية بشأن مسألة عقد المؤتمر. وقال: "تحدثنا الى وكيل وزارة الخارجية مارك غروسمان في هذا الشأن، وكان يؤيد مئة في المئة عقد مؤتمر الضباط". واضاف "لقد اطلع غروسمان على الاقتراح بما في ذلك التمويل ووصف الفكرة بأنها عظيمة". واللافت ان هذا التضارب في مواقف المسؤولين الأميركيين بشأن عقد اجتماعات للمعارضة العراقية يتزامن مع بوادر وإشارات الى ان البيت الأبيض اصبح اكثر جدية بشأن "تغيير النظام العراقي"، وأفادت تقارير صحافية في الأسابيع الأخيرة ان الرئيس جورج بوش اتخذ قراراً قبل أسابيع بتنفيذ خطة للاطاحة بصدام حسين. من جهة أخرى، أكد باوتشر ان الولاياتالمتحدة وافقت ايضاً على مبدأ المساعدة على بناء اذاعة تبث الى العراق من ايران او من كردستان العراقية، وقال: "اننا نجري محادثات منذ بعض الوقت مع المؤتمر الوطني العراقي بشأن مشروع اقامة محطة ارسال في المنطقة لبث برامج الى العراق"، موضحاً انه "لم يتخذ بعد اي قرار على رغم اننا منفتحون على فكرة البث من ايران او المناطق العراقية غير الخاضعة للنظام العراقي".