دعا مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس المعارضة العراقية الى اقناع العراقيين في الداخل بأن ليس للغالبية الساحقة منهم، حتى الذين في الجيش او الحكومة، ما تخشاه من اطاحة صدام حسين، بل ان ذلك سيكون في صالح الجميع. وجاء التصريح عشية الاجتماع الذي يعقده "المؤتمر الوطني العراقي". وأضاف المسؤول ان على المعارضة "أن توضح للعراقيين المحيطين مباشرة بصدام حسين أن هناك مستقبلاً أمامهم بعد اطاحته، ولا حاجة الى سقوط سوى عدد قليل جداً من الأشخاص عند سقوطه". وقال ان ذلك حالياً هو "المهمة الرئيسية" أمام المعارضة، وان القيام بها "سيكون أسهل عن طريق المعلومات الموثوقة والدقيقة والسريعة وليس عن طريق السلاح". وكانت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتين اعلنتا أول من أمس تقديم مساعدات الى المعارضة العراقية تمشياً مع "قانون تحرير العراق". لكن الواضح ان ادارة الرئيس بيل كلينتون تركز على تقديم المساعدات غير العسكرية وتتحفظ على تسليح المعارضين. واعتبر المسؤول في وزارة الخارجية ان حصول المعارضة على السلاح أقل أهمية من تمكنها من العمل كقوة سياسية موحدة في الخارج تمهيداً لإثبات حضورها المنظم لاحقاً داخل العراق. وقال: "يمكنك شراء السلاح في بغداد... الافتقار الى السلاح ليس المشكلة في ما يتعلق بإطاحة صدام حسين. انهم المعارضة بحاجة الى تنظيم وتوجيه". وتكلم الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية كين بيكون عن تفاصيل برنامج المساعدة الذي ستقوم به الوزارة، اضافة الى "البرنامج العسكري الدولي للتعليم والتدريب" الذي يستعمله البنتاغون عادة لتدريب الضباط الأجانب. وسيشارك أربعة من عناصر المعارضة في دورة تدريب في قاعدة "هولبروك فيلد" الجوية في فلوريدا الاسبوع المقبل. وأوضح بيكون ان اثنين من الأربعة هم من الضباط العراقيين. وقال بيكون ان الولاياتالمتحدة ستقدم الى المعارضة ما قيمته مليوني دولار من المعدات المكتبية والادارية، اضافة الى ما قيمته ثلاثة ملايين دولار من التدريب التنظيمي الذي يركز على اقامة نظام ديموقراطي في العراق. وأوضح بيكون ان التدريب سيركز على مواضيع مثل "التدرب على القيادة، والتدريب التنظيمي والاداري لإقامة المجتمع المدني، والقضايا القانونية، وقضايا حقوق الانسان وحفظ الأمن والقوانين التي تهيئ للديموقراطية". وأكد ان مبلغ الثلاثة ملايين دولار المخصص لهذا البرنامج يكفي لتدريب "عدد كبير" من عناصر المعارضة. وقال المسؤول إن لندن ستبقى حالياً المركز الرئيسي للمعارضة العراقية، نظراً إلى وجود جالية عراقية كبيرة فيها وممثلين عن غالبية الأحزاب والهيئات، إلا أن الهدف هو اقامة مراكز للمعارضة داخل العراق "عندما يصبح ذلك مناسباً وممكناً". ورفض المسؤول التكهن بنتيجة اجتماع المعارضة في نيويورك لكنه رجح انها ستتفق على قيادة جماعية. وخفف من اهمية اعلان المجلس الاسلامي الاعلى مقاطعة اجتماع نيويورك، وقال: "إنهم يقيمون في ايران وربما لا يمكنهم اتخاذ قرار مستقل". وأكد ان كل دول المنطقة تتفق مع المعارضة والولاياتالمتحدة على أن لا عودة كاملة للعراق الى المجتمع الدولي ما دام صدام حسين في السلطة. وتحدث المسؤول عن نجاح منظمة "اندايت" في حرمان شخصيات النظام العراقي من فرصة السفر الى الخارج للعلاج او الراحة. وقال ان صدام حسين نفسه "لا يجرؤ على السفر... لأنه يعلم انه لن يتمكن من العودة". وأشار الى ان عدداً من المعارضين تلقوا تهديدات من بغداد منعتهم من التوجه الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر المعارضة. وكان فحوى التهديد ان المشاركة ستعرض ذويهم المقيمين في العراق الى الخطر.