واشنطن - رويترز - وافقت الادارة الأميركية على استئناف تمويل "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض الذي يسعى الى اطاحة الرئيس صدام حسين. وكان معظم الأموال التي خصصتها واشنطن للمؤتمر علق بسبب خلافات بينه وبين وزارة الخارجية الأميركية على التدقيق في أوجه صرف مبالغ تلقاها من الادارة سابقاً. واعتبر قيادي في "المؤتمر" ان الوقت حان لتطيح القوات الأميركية صدام مثلما أطاحت نظام "طالبان" في افغانستان. وقال مسؤول في الوزارة: "جددنا التمويل عند المستويات السابقة". وذكر مسؤول آخر ان ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية وافق على استئناف التمويل، فيما أكد مسؤولون آخرون ان "المؤتمر" والوزارة لم يحسما بعد كل المشكلات المتعلقة بمراجعة الحسابات، لكنهما سيواصلان العمل في شأنها حتى مع استئناف التمويل الكامل. ولم يوضَح حجم الأموال التي قد يتلقاها "المؤتمر". وتزامن قرار إدارة الرئيس جورج بوش مع محادثات اجراها في واشنطن ليل أول من أمس وفد من "المؤتمر"، ضم عضو قيادته أحمد الجلبي والناطق باسمه الشريف علي بن الحسين الذي رحب بخطاب بوش، وما تضمنه من اتهامات لنظام صدام. وكان الرئيس الأميركي اتهم العراق وايران بالسعي الى امتلاك أسلحة دمار شامل، بما فيها أسلحة نووية، و"ايواء الارهاب". وقال: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما الخطر يقترب أكثر". وقال الشريف علي بن الحسين: "نشعر بأن الأمور تسير في اتجاه مواتٍ لنا، وبتشجيع كبير لكلمة الرئيس الأميركي كانت الرسالة واضحة، وهي انه ما دام نظام صدام يؤيد الارهاب فإن الولاياتالمتحدة لن تتسامح، ونعتبر هذا موقفاً جيداً جداً". وتوقع تسوية الخلافات الخاصة بمراجعة حسابات "المؤتمر"، وزاد بعد محادثات في وزارة الخارجية الأميركية: "اتفقنا على المضي قدماً والتفاوض على قضايا التمويل الكامل. بالطبع يجب أن يبحث المحاسبون في هذا الأمر لكنه سيحدث في وقته، وسننتقل الى التمويل الكامل بمجرد الاهتمام بذلك". واعلن الناطق باسم الخارجية ريتشارد باوتشر في وقت لاحق ان المحادثات مع وفد "المؤتمر" في شأن مشكلات المحاسبة حققت تقدماً جيداً، وأكد في البيان الصحافي اليومي ان هناك "عدداً من القضايا التي ما زالت قيد البحث، والولاياتالمتحدة لديها أموال للمؤتمر وكانت نشطة في دعم فصائل المعارضة العراقية وستواصل ذلك". وأوضح الشريف علي ان الادارة ليست مستعدة بعد لتمويل نشاطات "المؤتمر" داخل العراق و"سنواصل بحث الأمر. ليس لدينا قرار حتى الآن في شأن الاجراءات داخل العراق، لكنني اعتقد اننا وجدنا تشجيعاً في ما قيل اليوم ونتطلع الى الوقت الذي يصبح فيه هذا الأمر ممكناً". والتقى أعضاء الوفد وكيل وزارة الخارجية الأميركية مارك غروسمان ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز، وكان مقرراً ان يجتمع أيضاً مع نائب وزير الدفاع بول وولفويتز. الى ذلك، اعتبر الجلبي ان الوقت حان كي تطيح القوات الأميركية الرئيس صدام حسين، مثلما أطاحت نظام "طالبان" في افغانستان. وذكر أول من أمس ان لدى المعارضة 40 ألف رجل مزودين أسلحة في شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد، لكنها تحتاج الى ضمانات حماية قبل أن تبدأ هجوماً. وقال في مداخلة أمام معهد اميركي: "توجد أراضٍ تحت سيطرة المعارضة... ويمكن ان يوفر هذا قاعدة مهمة لعملياتنا. ما يمكن عمله في افغانستان أكثر سهولة في العراق، وإذا سنحت الفرصة سيهب الشعب العراقي ضد الطاغية".