اشتعلت حدة "الحرب" القائمة بين رئيس الاتحاد الصومالي لكرة القدم فرح ادو والصحافي البريطاني اندرو جينينغز من جهة، وبين السويسري جوزف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي والقطري محمد بن همام عضو اللجنة التنفيذية للفيفا من جهة أخرى حول قضية الرشاوى التي يعتقد أنها كانت وراء نجاح بلاتر في اعتلاء قمة الهرم الكروي العالمي. وأوضح ادو وجينينغز أنهما يملكان وثائق ومستندات حررها نائب رئيس الاتحاد الصومالي محيي الدين حسن علي تؤكد صدق ما ذهبا اليه من أن رشاوي ومساعدات خليجية كانت وراء فوز بلاتر برئاسة الفيفا. القاهرة، أبو ظبي - "الحياة"، أ ف ب - واصل الصومالي فرح ادو نائب رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم الحرب على السويسري سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي - الفيفا - وبعد اتهامه السافر لبلاتر قبل ايام برشوة العديد من الاتحادات الافريقية للتصويت لمصلحته في انتخابات رئاسة الفيفا الاخيرة، عاد ادو ليتهم بلاتر اتهاماً اكثر فظاعة وحدة، وأكد ان رئيس الفيفا ينهب اموالها ويقودها الى الانهيار والوصول الى حافة الإفلاس. وأكد ادو في حديث الى الزميلة "الاهرام" المصرية خرج فيه عن كل القيود والحرج، اتهاماته لبلاتر "وهو خالف كل لوائح الاتحاد الدولي التي تعفي الرئيس من التدخل المباشر في الامور المالية والادارية وتمنحها فقط للسكرتير العام. بلاتر منح نفسه صلاحيات واختصاصات لا يملكها، وبات صاحب القرار الوحيد في صرف الاموال والتوقيع على الشيكات من دون العودة الى السكرتير العام، وهو الامر الذي يعرضه لمساءلة قانونية ومالية من الجمعية العمومية للفيفا في حال اكتشاف تلك المخالفات. وازيد انه اعترف بحصوله على مليون و200 الف دولار سنوياً منذ تولي رئاسة الفيفا بواقع 100 الف دولار شهرياً، وهو رقم غير صحيح لأنه يحصل شهرياً على 333 الف دولار". وفي السياق ذاته، قال ادو لبرنامج "الهدف" الذي بثته قناة ابو ظبي الرياضية اول امس: "اتصل بي ديبلوماسيون صوماليون وقالوا لي ان القطري محمد بن همام الى جانبنا، وطلبوا مني ان اصوت لمصلحة بلاتر في انتخابات الفيفا وقلت لهم ان الاتحاد الصومالي ملتزم بالخط الافريقي وانه سيصوت للسويدي لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي". واضاف "اعترف نائب رئيس الاتحاد الصومالي في اجتماع الجمعية العمومية في مقديشو بعد شهر من كأس العالم 1998 انه تقاضى مع شخص اخر في الاتحاد اموالاً من اجل التصويت لبلاتر، وذهبا الى فرنسا على نفقة الجهة الممولة التي تكفلت بالاعباء المالية لزيارتهما من فندق وتذاكر السفر وما شابه". واوضح: "لو انني تكلمت في حينه لكانت الامور في الجمعية العمومية ستسير ضدي، فانتظرت الوقت المناسب. وتابع "ان بن همام بدأ حرباً، فهناك رشوة واضحة واصحابها يريدون ان يديروا الكرة العالمية، وهم قاموا بدراسة كل ذلك لان بلاتر لا يقدر ان يكون رئيساً من دون رشوة". من جانبه، قال البريطاني اندرو جينينغز الكاتب في صحيفة "دايلي مايل" البريطانية، وهو سبق له ان اكتشف فضيحة الرشوة المتعلقة باستضافة مدينة سولت لايك سيتي الاميركية دورة الالعاب الشتوية التي اقيمت الشهر الماضي، في تصريح الى المحطة ذاتها: "لدي اعتراف موقّع من نائب رئيس الاتحاد الصومالي محي الدين حسن علي بأنه حصل على اموال وذهب الى باريس عام 1998 للتصويت لمصحلة بلاتر". واضاف: "بعد افلاس شركة "اي اس ام" التي كانت تعنى بتسويق نشاطات الفيفا، قررت التحري عن حقيقة الامر وسافرت الى بلدان عدة لهذه الغاية منها باماكو لحضور كأس الامم الافريقية وكوبا، وحصلت على معلومات في هذا الشأن في باماكو خصوصاً من فرح ادو الذي كشف لي عن الاعتراف الموقع من نائب رئيس الاتحاد، ومعلومات اخرى عن ان اشخاصاً خليجيين يدعمون بلاتر كالقطري محمد بن همام والسعودي عبدالله الدبل هما المعنيان بقضية دفع الاموال وان الصحف الافريقية كتبت اشياء كثيرة في هذا الخصوص". واوضح: "سألت بن همام في لقاء سابق حول طائرة خليجية خصصت لبلاتر في حملته عام 1998 فنفى ذلك واعتبره كذباً، بينما اعترف لي بلاتر نفسه بذلك". وجاء في النص الحرفي للرسالة الموقعة من نائب رئيس الاتحاد الصومالي: "اؤكد انه في مؤتمر الرابطة الصومالية في مقديشو في 29 اب اغسطس 1998 اعترفت انا وزميل لي في الاتحاد بأننا قبلنا مبلغاً من المال من قبل احد الاشخاص المرسلين من احدى البلدان الخليجية للتصويت باسم الرابطة الصومالية لمصلحة بلاتر، وان الموفد تكفل بدفع جميع مصاريف سفرنا وبقائنا في باريس للتصويت. قدمنا اعتذارنا للمؤتمر ولرئيس الاتحاد فرح ادو، واعترفنا بخطأنا ونأمل في ان تصفح عنا عائلة كرة القدم في الصومال"... المهم ان فرح ادو وجينينغز اعلنا بشجاعة انهما سيواصلان "الحرب" على بلاتر واعوانه للحيلولة دون استمراره رئيساً للفيفا مهما كانت الخسائر التي سيتعرضان لها شخصياً.