قبل ساعات على وصول المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني الى المنطقة، نفذ الجيش الاسرائيلي عملية اغتيال راح ضحيتها اثنان من "كتائب شهداء الاقصى" قرب عنبتا، وخطف اربعة آخرين في بلعا في طولكرم. في غضون ذلك، امرت الحكومة الاسرائيلية الجيش باعادة الانتشار في مدينة رام الله التي اعاد احتلالها الثلثاء الماضي، في حين تعيش اسرائيل اجواء تأهب قصوى بعد معلومات عن تسلل مجموعة مسلحة من طولكرم باتجاه اسرائيل من اجل تنفيذ هجمات، وبعد تهديدات "حركة المقاومة الاسلامية" حماس باستمرار المقاومة رغم زيارة زيني. القدسالمحتلة، غزة، نابلس - "الحياة"، أ ف ب - اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر في بيان انه "امر الجيش باعادة الانتشار في منطقة رام الله بعد ان انجز مهمته في المدينة"، موضحا انه تلقى الضوء الاخضر من رئيس الوزراء ارييل شارون لاصدار امر اعادة الانتشار. كذلك قالت رئاسة مجلس الوزراء في بيان ان شارون "اعرب عن الامل في ان نتائج انشطة الجيش ستسهم في الجهود الديبلوماسية للتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار". في غضون ذلك، قتل اربعة فلسطينيين، عنصران في الاجهزة الامنية احدهما يدعى فارس عبد الرحمن فارس، وناشطان في حركة "فتح" في رام الله احدهما يدعى محمد عبد اللطيف 27 عاما برصاص جنود اسرائيليين متمركزين على سطح مبنى عند مدخل مخيم الامعري للاجئين قرب رام الله. كذلك اكد مصدر فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي نفذ عملية اغتيال راح ضحيتها اثنان من اعضاء "كتائب شهداء الاقصى" المقربة من "فتح" استشهدا واصيب ثالث بصواريخ اطلقتها مروحية "اباتشي" اسرائيلية على مزرعة في بلدة عنبتا قرب طولكرم شمال الضفة الغربية، وهي عملية اكد الجيش مسؤوليته عنها. وقال رئيس بلدية عنبتا حمد الله الحمد الله ان "معتصم مخلوف 27 عاما احد قادة كتائب شهداء الاقصى قتل في القصف الذي استهدف مزرعة كان فيها"، فيما اكد مصدر طبي ان ماهر البلبيسي 21 عاما قتل جراء اصابته خلال القصف. وقالت مصادر طبية ان وضع الجريح الاخر صعب ويخضع لعمليات جراحية. من جهة اخرى، خطف الجيش الاسرائيلي اربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة من عناصر حركة "فتح" في بلعا قرب طولكرم. وافادت مصادر امنية ان المخطوفين هم ثلاثة ناشطين في "كتائب شهداء الاقصى" وسائق سيارة الاجرة التي كانوا في داخلها. وتابعت المصادر ان الجنود الاسرائيليين عمدوا بعد ذلك الى تفجير السيارة. وقال شهود ان الجيش اعتقل الثلاثة وفتشهم وتأكد له خلوهم من المتفجرات، واصطحبهم الى مكان مجهول. من جهة اخرى، اصيب اثنان من عرب اسرائيل كانا داخل سيارة برصاص مجهولين في حي وادي الجوز في القدسالشرقية. اما في قطاع غزة، فقتل ثلاثة اسرائيليين واصيب اثنان اخران صباحا في انفجار عبوة استهدف دبابة من طراز "ميركافا" قرب مستوطنة "نتساريم" في جنوب قطاع غزة، في هجوم اعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مسؤوليتها عنه. وجاء في بيان للجبهة في دمشق ان "مجموعة الشهيد جهاد القصاص في كتائب الشهيد ابو علي مصطفى - الجناح العسكري للجبهة الشعبية تمكنت من زرع عبوة تزن 50 كيلوغراما من المتفجرات على الطريق العام الواقع ما بين مفترق شارع صلاح الدين وما يسمى بمستوطنة نتساريم قرب مسجد المغراقة من ناحية الغرب". واوضحت مصادر عسكرية ان القافلة كانت تضم سيارات عسكرية تواكب سيارات لمستوطنين اسرائيليين، وان العبوة انفجرت قرب مسجد بواسطة جهاز يتم التحكم به عن بعد. وافاد بيان للجيش ان الاسرائيليين الثلاثة الذين قتلوا في انفجار العبوة هم ثلاثة جنود منافراد طاقم دبابة اسرائيلية من طراز "ميركافا" استهدفها الانفجار. وكان فلسيطينيون دمروا في 14 شباط فبراير الماضي في المنطقة نفسها دبابة مشابهة في انفجار شحنة ناسفة تزن نحو مئة كيلوغرام، ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين ايضا في ذلك الهجوم. ورد الجيش الاسرائيلي بتنفيذ عملية توغل في اراضي الحكم الذاتي جنوب "نتساريم"، اذ توغلت قوة عسكرية كبيرة من الجيش مسافة كيلومترين في منطقة المغراقة جنوبغزة وسط اطلاق نار كثيف ونفذت عمليات تفتيش واسعة. كما دمر مركزان للشرطة الفلسطينية خلال هذه العملية. واقدم الجيش الاسرائيلي على هدم ثمانية منازل. "حماس" تتوعد من جهة اخرى، اكدت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس انها ستواصل مقاومتها للاحتلال الاسرائيلي حتى في ظل زيني. وقال احد قياديي الحركة عبد العزيز الرنتيسي ان "وجود زيني في المنطقة لا يعني توقف الاحتلال ومن هنا سنستمر في المقاومة سواء حضر زيني او لم يحضر". إعدام "عميليْن" الى ذلك، اعلنت مصادر فلسطينية اعدام فلسطينيّين فجر أمس تنفيذاً لحكم بالاعدام صدر بحقهما بتهمة التعاون مع اسرائيل. وقالت المصادر إن محمد ضيف الله الذي صدر حكم بالإعدام بحقه لمساعدته اسرائيل على اغتيال حسين عبيات في تشرين الاول اكتوبر عام 2000، ومحمد سباتين الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لمشاركته في قتل عاطف عبيات، اعدما رمياً بالرصاص.