رد الرئيس صدام حسين على رسالة لرئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد، من دون أي اشارة الى استعداده لتغيير موقفه الرافض عودة المفتشين الى بغداد، فيما حرص البيت الأبيض على تبديد انطباع بأن جولة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني على المنطقة تهدف الى التحضير لهجوم على العراق. لكنه جدد سعي واشنطن الى تشجيع تغيير النظام في بغداد حيث "الشعب العراقي سيكون في وضع أفضل من دون صدام"، مؤكداً ان تشيني لن يحمل "خطة محددة" لضربة. أنقرة، موسكو، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن رئيس الوزراء التركي امس انه لم يلمس "أي تغير ومن أي نوع في موقف صدام حسين" من عودة المفتشين. وكانت صحف انقرة أفادت ان الرئيس العراقي بعث برسالة الى رئيس الوزراء التركي، لا تتضمن أي اشارة الى استعداده لتبديل موقفه الذي قد يؤدي الى عمل عسكري اميركي ضد العراق. وكان أجاويد كتب رسالة الى صدام هذا الاسبوع يحضه فيها على السماح بعودة مفتشي الأسلحة التابعين للامم المتحدة الى العراق، وإلا واجه "عواقب وخيمة". وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية لوكالة "رويترز" ان أجاويد تلقى الرد الخميس. وأفادت صحيفة "ميليت" ان صدام حض انقرة في رسالته على احترام سيادة العراق، والكف عن السماح للطائرات الحربية الاميركية والبريطانية بالإقلاع من قاعدة انجرليك الجوية في جنوبتركيا لفرض منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق. ونقلت الصحيفة عن أجاويد قوله عندما سئل عن الرسالة: "لا اعتقد ان صدام سيغير موقفه بسهولة". وتعارض تركيا منذ فترة طويلة أي عمل عسكري في العراق، خوفاً من احتمال اثارته اضطرابات بين الأكراد في جنوب شرقي البلاد وإلحاقه مزيداً من الضرر باقتصادها الضعيف. جولة تشيني الى ذلك، حرص البيت الأبيض في وقت متقدم ليل الخميس على تبديد انطباع بأن الجولة التي يعد لها نائب الرئيس الاميركي تهدف الى التحضير لشن هجوم اميركي على العراق، واطلاق المرحلة الثانية من "الحرب على الارهاب". وقال الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر ان تشيني "سيتوجه الى المنطقة للبحث في سلسلة مواضيع، والأكيد ان الحرب على الارهاب ستكون بينها، ولكن لا توجد خطة حتى الآن حول المرحلة الثانية". ودعا الى عدم النظر الى الجولة التي تبدأ منتصف آذار مارس وتشمل تسع دول عربية، باعتبارها جهداً لكسب دعم لشن هجوم على العراق، لكنه أشار الى ان نائب الرئيس الاميركي سيتطرق بالتأكيد الى المسألة العراقية. وزاد فلايشر: "سيتوجه الى المنطقة ليمثل الرئيس جورج بوش ويبحث في سلسلة من المواضيع، لكن الرئيس لم يتخذ بعد قراراً بشن هجوم على العراق، ويجب ألا تعتقدوا بأنه تشيني يذهب وفي جيبه خطة كبيرة محددة". لكنه ذكّر بأن السياسة الاميركية حيال العراق تهدف منذ فترة طويلة الى تشجيع حدوث تغيير لنظام هذا البلد، وقال: "الشعب العراقي سيكون في وضع أفضل من دون صدام حسين". وسيزور تشيني الذي يعد لأول جولة على الشرق الأوسط منذ وصول بوش الى الرئاسة في كانون الثاني يناير 2001، اسرائيل ومصر والأردن والسعودية والكويت والبحرين ودولة الامارات وعُمان وقطر، وسيتوقف في بريطانياوتركيا. وأوضح فلايشر ان تشيني سيناقش بالإضافة الى مكافحة الارهاب، مسألة الأمن الاقليمي في الشرق الأوسط. وعلى رغم التحفظات التي ظهرت في الشرق الأوسط ومناطق اخرى عن التحذيرات التي اطلقها بوش ضد ايرانوالعراق وكوريا الشمالية التي وصفها بأنها "محور الشر"، اكد فلايشر ان التحالف الدولي لمكافحة الارهاب لا يزال متيناً. وستمهد لزيارة تشيني تركيا محادثات سيجريها في انقرة نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز ورئيس الأركان ريتشارد مايرز، وذلك أواخر الشهر الجاري أو مطلع آذار. موسكو - باريس في موسكو، أجرى السفير الفرنسي بناء لطلبه محادثات في وزارة الخارجية الروسية، وتطرق مع نائب الوزير الى مسألتي العراق والشرق الأوسط. واكد بيان للوزارة ان السفير كلود بلانشميزون أشار خلال محادثاته مع الكسندر سلطانوف الى "تطابق المواقف الروسية والفرنسية حيال امكان استئناف التعاون بين العراق والامم المتحدة، وكذلك حول رفع العقوبات الدولية" عن هذا البلد. وتأمل موسكو بإقناع بغداد بالموافقة على استئناف عمليات التفتيش الدولية لنزع أسلحة الدمار الشامل، في مقابل تعليق العقوبات.