أعلن السناتور جوزف ليبرمان الذي رأس وفداً من الكونغرس الى أنقرة امس، ان لا خلاف بين الولاياتالمتحدةوتركيا على ملف العراق "لكن تغيير النظام في بغداد مهم جداً بالنسبة الى اميركا، مع الحفاظ على وحدة البلد". واكد ان الحرب على الارهاب ستستمر حتى اطاحة الرئيس صدام حسين، فيما اتهم عضو الوفد جون ماكين بغداد بمواصلة تصنيع أسلحة دمار شامل. واللافت ان رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد أقر علناً للمرة الأولى بأن بلاده ستنجر الى حرب ضد العراق "شاءت أم أبت". وفي مؤتمر صحافي عقده ليبرمان في أنقرة، بعد محادثات أجراها الوفد مع أجاويد ووزير الخارجية التركي اسماعيل جيم، شدد على ان تغيير النظام في العراق لا يستدعي بالضرورة تقسيم البلد. وسئل عن الدور الذي تنتظره واشنطن من تركيا في الملف العراقي فأجاب ان ذلك سيناقشه أجاويد مع الرئيس جورج بوش خلال زيارة الأول الولاياتالمتحدة منتصف الشهر الجاري. واضاف: "ان بقاء صدام في السلطة أو رحيله مسألة تخص الشعب العراقي في المرتبة الأولى، ولا يعني ذلك تركيا بطريق مباشر، لكننا نستبعد أي تفاهم مع العراق أو عودته الى المجتمع الدولي طالما بقي صدام رئيساً، وما يهمنا وتركيا هو وحدة أراضي العراق، لكننا ما زلنا نشعر بأن بغداد تحاول الانتقام من الولاياتالمتحدة". وأوضح أجاويد انه شرح للوفد الاميركي تحفظات انقرة عن ضرب العراق، وعلمت "الحياة" ان رئيس الوزراء قال للوفد: "أنتم تحاولون مساعدتنا اقتصادياً للخروج من أزمتنا، لكن شن حرب على العراق من دون استشارتنا سيضر بنا وبمصالحنا الاقتصادية وهذا يتناقض مع ما تقدمونه لنا من دعم اقتصادي". وطالب باعطاء تركيا ميزات اقتصادية كتلك الممنوحة لاسرائيل والأردن من أجل حرية التصدير الى الولاياتالمتحدة. ورداً على سؤال عن دور تركيا في أي خطة اميركية للهجوم على العراق، مع تزايد عدد السيناريوات التي تطرح في وسائل الاعلام الاميركية، قال أجاويد: "ان حرباً ضد العراق ستجر اليها تركيا شئناً أم أبينا، وسنجد أنفسنا داخل الحرب لأسباب جغرافية وامتدادات عرقية لنا داخل العراق". الى ذلك، تناولت محادثات أجاويد والوفد الاميركي الدور التركي في افغانستان، واشاد رئيس الوزراء التركي بدعم واشنطن طلب انقرة تسلم قيادة قوات حفظ السلام هناك بعد بريطانيا، فيما قال ليبرمان ان بلاده تتفهم الدور الذي تريد ان تلعبه تركيا من خلال "تشكيل هوية اسلامية ديموقراطية تكون مثالاً". وانقرة هي المحطة الأولى في جولة ستقود الوفد الى باكستان واوزبكستان وطاجيكستان وافغانستان وسلطنة عُمان.