حاولت الولاياتالمتحدة أمس تخفيف وقع التصريحات التي أوحت بأن الهجوم على العراق بات وشيكاً، فأعلن الناطق باسم البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش لم يتخذ قراراً بذلك بعد، وأن "الهجوم ليس وشيكاً"، فيما ميز وزير الخارجية الأميركي كولن باول بين دول "محور الشر"، معتبراً العراق "مصدراً لأشد القلق". وأكد أن ليست لدى بوش توصية ب"شن هجوم" غداً، معرباً عن أمله ب"حوار" مع إيران وكوريا الشمالية. راجع ص 2 وفيما وصل مقرر لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إلى بغداد أمس، طلب العراق وساطة تركية لدى واشنطن لمنع أي هجوم عليه. وجددت روسيا موقفها الداعي إلى استصدار قرار دولي، وتقديم أدلة دامغة على تورط أي دولة بالإرهاب قبل الحديث عن "الضربة". أما بريطانيا، فأعربت عن تأييدها التام لواشنطن في حملتها على العراق، معلنة أن المشاورات بينها وبين حلفائها قائمة. لكن فرنسا نبهت إلى أن القلق يسود دول الشرق الأوسط، داعية واشنطن إلى مزيد من تبادل "وجهات النظر" حول الخطوات المقبلة، ومستبعدة أي حوار سياسي مع العراق. في واشنطن، نفى الناطق باسم البيت الأبيض اري فلايشر أن يكون هناك أي "عمل عسكري وشيك" ضد العراق، وأضاف ان بوش "لم يتخذ قراراً" بذلك بعد. وكان فلايشر يعلق على تقرير لصحيفة "يو اس اي توداي" جاء فيه ان بوش قرر ايفاد نائبه ديك تشيني إلى المنطقة للبحث في الجهود المتعلقة باقصاء الرئيس صدام حسين. وفي هذا الإطار، أعلن باول أمس أن ليست لدى أميركا حالياً "مخططات" لحرب جديدة مع أي دولة. وقال أمام لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ إن ليست لدى الرئيس بوش "في هذا الوقت خطة أمام مكتبه لبدء حرب جديدة وهو لا يطلب موازنة حرب". واستدرك أن "العراق هو البلد الذي يشكل مصدراً لأشد القلق"، مضيفاً ان واشنطن "تدرس الخيارات المتعلقة بتغيير النظام"، لأنه "يجب أن يتغير". وزاد الوزير أن واشنطن تسعى إلى "حوار" مع إيران وكوريا الشمالية اللتين اعتبرهما بوش مع العراق ضمن "محور الشر". وقال باول: "في ما يتعلق بإيران وكوريا الشمالية، ليست هناك خطة لشن حرب عليهما، ونأمل بحوار معهما". بغداد - أنقرة وفي اسطنبول قال ناجي صبري الحديثي وزير الخارجية العراقي أمس ان بلاده تتوقع من تركيا العمل لمنع أي هجوم أميركي. وأضاف بعد وصوله إلى اسطنبول لحضور منتدى الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي: "نأمل بأن تبذل تركيا جهوداً في إطار علاقات حسن الجوار، لأن إقرار السلام والاستقرار في العراق يخدم مصالح كل الدول بما فيها تركيا". وفي بادرة مرونة، استقبلت بغداد للمرة الأولى منذ عشر سنين مقرر حقوق الإنسان اندرياس مافروماتيس. وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية لوكالة "فرانس برس" إن مافروماتيس سيلتقي عدداً من المسؤولين العراقيين بعدما وافقت بغداد الشهر الماضي على زيارته التي وصفتها الأممالمتحدة بأنها مرحلة أولى في الحوار مع الحكومة العراقية.